دفع الارتفاع الجنوبى للأسعار أعداداً كبيرة من المستحقين وغير المستحقين للدعم إلى الوقوف أمام مكاتب التموين لاستخراج بطاقات التموين أو إضافة مواليد جدد .. الخوف من المستقبل وضعهم فى بوتقة واحدة بعدما إنهار المرتب مع الحوافز أمام اشتعال الأسعار وفشل الحكومة ومختلف هيئات الرقابة فى وقف تلك المهزلة حيث أصبحت الحلول مجرد مسكنات لا فائدة ولا طائلة منها .
عطا محمد العراقى (34 سنة) مهندس زراعى ويعمل بالقطاعى الخاص جاء ليضيف المواليد الجدد على بطاقة والدته رغم أنه يرى أن السلع التموينية المضافة على البطاقة التموينية لا تسلح للاستهلاك الآدمى . ويفضل الدعم النقدى ولكن بشرط ثبات الأسعار .
مصطفى إبراهيم محمد (53 سنة) عامل فرن جاء ليضيف أولاده على بطاقة والدته ويفضل الدعم العينى على النقدى حيث أنه عامل حر .
عبير محمد محمود (35 سنة) ربة منزل تطلب فصلها عن بطاقة تموين والدتها حيث أن زوجها متوفى وهى تفضل الدعم العينى حيث أنها لا تعمل .
أحمد لطفى على (49 سنة) سلاخ بالمجزر الآلى جاء لاستخراج بطاقة تموينية جديدة بدلاً من بطاقته الملغاة وإضافة مواليده الجدد عليها وهو يفضل الدعم العينى على النقدى لأن الأسعار ستزداد بمجرد معرفة التجار بهذا الدعم .
سعد محمد السمرى (45 سنة) موظف بوزارة المالية لديه بطاقة تموينية ويفضل الدعم العينى على النقدى لأنه سيكون ضعيفاً لا يجارى وارتفاع الأسعار .
سيد مهدى السيد (62 سنة) مصور يخشى أن يتم تطبيق الدعم النقدى على الموظفين فقط ويتم تجاهل للعمالة غير المنتظمة ويشير إلى أنه إذا لم يتم توصيل هذا الدعم النقدى إلى هذه الفئات فإنها ستواجه مصيراً مجهولاً .
النقدى والعينى معاً
يقول عثمان درويش (70 عاماً) مدير عام بالتعليم سابقاً ونقيب معلمين جنوب القاهرة أنه يفضل كلاً من الدعم العينى والنقدى معاً فيجب على الدولة أن تدعم الموظف نقدياً بزيادة راتبه وفى نفس الوقت لا تحرمه من الدعم العينى الموجود على بطاقة التموين .
رأى مسئولين
وفى أحد المكاتب التموينية التى تقوم باستخراج البطاقات التموينية وإضافة مواليد جدد من (1998 – 2005) امتنع المسئول عن هذا المكتب بإجابتنا عن أى تساؤلات إلا بإذن من مديرية التموين بالقاهرة ولصعوبة استخراج هذا الإذن وبعض إلحاح منا أجابنى بأن العمل فى استخراج البطاقات التموينية يسير بسهولة ويسر وأننا نقوم بتنفيذ اللوائح والتعليمات الصادرة إلينا رغم شدة زحام المواطنين إلا أن المشكلة التى تواجهنا هى عدم وجود قاعدة بيانات كاملة لأصحاب هذه البطاقات حتى نعرف من هم غير المستحقين للدعم .
طوابير الخبز
وخرجت من طوابير البطاقات التموينية إلى طوابير أخرى أطول طولاً واشد قسوة وضراوة تسيل فيها الدماء على أرغفة الخبز فى مشهد لم نشاهده فى أى دولة حتى من دول العالم الثالث إلا فى حالات الكوارث والحروب .
ففى أحد الأفران التابع لمحافظة الجيزة وقفت حنان على عبد الحميد (40 سنة ) ربة منزل لأكثر من ساعتين لكى تحصل على 15 رغيف بسعر 75 قرشاً حيث أن هذا المخبز حدد لكل فرد أن يشترى بهذا المبلغ فقط علماً بأن لها 6 أبناء ليصل عدد أفراد أسرتها إلى ثمانية وتتساءل هل تكفى هذه الأرغفة هذا العدد على مدار اليوم .
حقاً .. الدعم لا يصل لمستحقيه
وعند وقوفى أمام هذا المخبز لمحت بعض من السيارات الملاكى تفتح حقائبها ليضع فيها أصحابها عدداً كبيراً من الخبز المدعوم كما علمت أن هناك أبواباً خلفية تسللت إليها لأشاهد بعضاً من عمال المطاعم يرتدون اليونيفورم وهم يحملون على أكتافهم أقفاصاً من الخبز المدعوم .
علفاً وليس خبزا
لقد شاهدت سيارة نصف نقل وقفت أمام باب المخبز وتم تحميلها بالكامل خبزاً ومن مصادرى الخاصة علمت أنها لمربى مواشى بأخذ هذا الخبز علفاً لمواشيه فهو يعتبره أرخص بكثير من العلف الذى ارتفع ثمنه فى الآونة الأخيرة .
هروب الحضرى فى طابور الدعم
فى قراءة سريعة لأحوال الناس الذين وقفوا طويلاً فى طوابير البطاقات التموينية والخبز المدعوم تجد أن البعض منهم يحرص على قراءة الصحف لقتل الوقت أثناء الانتظار بينما ينخرط البعض فى الحديث عن المعاناة اليومية لغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ولا تخلو الحوارات بفتح ملفات رياضية مثل واقعة هروب عصام الحضرى وكأس الأمم الأفريقية .
وكما عرف عن الشعب المصرى من خروج النكتة فى وقت المعاناة للتنفيث عن الهموم وقف بجانبى رجلاً مسناً يقول زمان خرجت مظاهرة أيام الملك تهتف (ياملكنا يا حامى الجيش منشتنا مفيهاش عيش) فقاتل الملك لوزيره ما فيش عيش يا أخى يا كلوا بقلاوة .
م.ع صاحب مخبز بالسيدة زينب والذى أشار بالحروف الأولى من أسمه أدلى بأن حصته من الدقيق المدعوم لا يكفى لأن منطقة السيدة مليئة بالوزارات والهيئات والمستشفيات وزوار الحرم الزينبى وكل هؤلاء يقومون بشراء الخبز كما يوجد عدد من الأفران فى نفس الحى أغلفت بمعرفة وزارة التموين لمخالفتها وكان يجب أن توزع حصصها على المخابز المجاورة كما أضاف أننا نسمح للفرد بشراء خبزاً بقيمة واحد فقط أى ما يساوى 20 رغيفاً فى حالة اشتداد الزحام كما أن النفقات دائماً فى مستمر نتيجة ارتفاع أسعار المواد الداخلة فى صناعة الخبز ولا أخفى عليك أننا أحياناً نتصرف من جانبنا لسد العجز فى ارتفاع الأسعار وأيضاً أجور العمال والكهرباء والماء كما أضاف ضاحكاً وإنتى عارفة بقى سبوبة التموين والرقابة .
فمتى يصل الدعم إلى مستحقيه ؟ ومتى تنتهى طوابير الخبز المدعوم ؟ ومتى يتنفس شعب مصر الصعداء ؟ الأيام المقبلة سوف تجيب على هذه الأسئلة .
هروب الحضرى فى طابور الدعم
فى قراءة سريعة لأحوال الناس الذين وقفوا طويلاً فى طوابير البطاقات التموينية والخبز المدعوم تجد أن البعض منهم يحرص على قراءة الصحف لقتل الوقت أثناء الانتظار بينما ينخرط البعض فى الحديث عن المعاناة اليومية لغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ولا تخلو الحوارات بفتح ملفات رياضية مثل واقعة هروب عصام الحضرى وكأس الأمم الأفريقية .
وكما عرف عن الشعب المصرى من خروج النكتة فى وقت المعاناة للتنفيث عن الهموم وقف بجانبى رجلاً مسناً يقول زمان خرجت مظاهرة أيام الملك تهتف (ياملكنا يا حامى الجيش منشتنا مفيهاش عيش) فقاتل الملك لوزيره ما فيش عيش يا أخى يا كلوا بقلاوة .
م.ع صاحب مخبز بالسيدة زينب والذى أشار بالحروف الأولى من أسمه أدلى بأن حصته من الدقيق المدعوم لا يكفى لأن منطقة السيدة مليئة بالوزارات والهيئات والمستشفيات وزوار الحرم الزينبى وكل هؤلاء يقومون بشراء الخبز كما يوجد عدد من الأفران فى نفس الحى أغلفت بمعرفة وزارة التموين لمخالفتها وكان يجب أن توزع حصصها على المخابز المجاورة كما أضاف أننا نسمح للفرد بشراء خبزاً بقيمة واحد فقط أى ما يساوى 20 رغيفاً فى حالة اشتداد الزحام كما أن النفقات دائماً فى مستمر نتيجة ارتفاع أسعار المواد الداخلة فى صناعة الخبز ولا أخفى عليك أننا أحياناً نتصرف من جانبنا لسد العجز فى ارتفاع الأسعار وأيضاً أجور العمال والكهرباء والماء كما أضاف ضاحكاً وإنتى عارفة بقى سبوبة التموين والرقابة .
فمتى يصل الدعم إلى مستحقيه ؟ ومتى تنتهى طوابير الخبز المدعوم ؟ ومتى يتنفس شعب مصر الصعداء ؟ الأيام المقبلة سوف تجيب على هذه الأسئلة .
تحقيق: نرمين سيد حنفي
0 تفاعل معنا:
إرسال تعليق