الاثنين، 16 يونيو 2008

مصر أمام المرآة


بعد مرور 55 عاما على ثوره يوليو:
مصر....امام المرآة
هى مصر .. وجهان لعملة واحدة .. وطن ضاحك باكى .. أرض للمتناقضات ؛ ربما ذلك للتفاوت الطبقى الرهيب . أو للتناقض بين خلود تراثنا وآثارنا .. وبين حكومة البيزنس التى جعلت شعار " البيع " عنواناً للمرحلة.
هذه أو بين إنشاء مفاعلات نووية .. و 14 مليووون يفصلهم 4 جنيهات فقط عن دائرة الفقر..
إنها مفارقات مثيره الدهشه أشبه بتجاور الوادى والصحراء .. تجاور الحياة للموت !!!

بالبحث عن أبرز ملامح الصورة المصرية التى نعيشها اليوم وكيف ينظر المصريون لوطنهم ؟ ، وماذا بقى من الصورة النموذجية فى الخمسينات والقائمة على مبادئ يوليو 1952 ؟ وجدناه واقع شديد المرارة والقسوة ينتشر فيه جراثيم الفساد من خصخصة وبطالة وفقر .. ورغم هذا فى قلب الصورة يبقى الأمل فى الخروج من المأزق وتحقيق عبور ثانى لبر الأمان فيعود النبض للشارع المصرى .
ولتكتمل الرؤية يجب الإشارة إلى إطار " الصورة " فإنصافاً للحق يمكن القول بأن القوة العسكرية و الإنتاج الحربى هو الأكثر وضوحاً وإعمالاً خلال النصف قرن الماضى ، فلقد استطاع الجيش اللحاق بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة ، وأصبح يمتلك ترسانة صواريخ وأحدث السلحة البرية والبحرية والجوية فضلاً عن اشتراك الإنتاج الحربى فى التنمية والتطوير

أما من داخل الصورة المصرية اليوم نجد :
30 ألف أمريكى فى مصر !!

بدأ د / رفعت سيد أحمد الخبير الاستراتيجى والمحلل السياسى حديثة عن الاستعمار الجديد قائلاً أن هذا الشكل الحديث من الاستعمار أشد وأخطر لأنه يتخفى فى أردية ظاهرها المصالح المشتركة والحرية والديمقراطية من بلاد يحكمها " مستبدين " من خلال مشروع مضلل للعرب جوهره .. الهيمنة وإستعباد الشعوب وافقاد المنطقة العربية وحدتها وسلب الانسان لكرامته وإنسانيته .
ويرى أن الغرب وخاصةً أمريكا اعتمدوا على محورين الأول ما يسمى بالقيم الناعمة من خلال خلق نخبة سياسية وثقافية يمكن أن نطلق عليهما وكلاء الاستعمار فى المنطقة ؛ فهم وكلاء حضاريين مثقفين وسياسين وإذا دققنا النظر فى هذه النخبة سنجد أنهم ماهم إلا أداة من أدوات الغرب لتروج لفكرهم فى الشرق الأوسط .
أما المحور الثانى هو القيم الصلبة ، فإذا فشلت أمريكا فى تمرير القيم الناعمة تلجأ إلى القوة المتمثلة فى الدبابات والصواريخ والمدافع مثلما فعلت مع العراق واحتلتها احتلالاً عسكرياً .

فنحن أمام عدو يستخدم الأداتين مع ( العرب ) بنظام العصا والجزره " المنح والديمقراطية " جانب – و" القوة العسكرية " جانب آخر وبالنسبة لمصر حتى الآن يتم التعامل معها بالقيم الناعمة معتمدة فى ذلك على بعض الآليات السياسية والاقتصادية والثقافية .
ويؤكد أن أمريكا متوغلة فى النسيج العربى المصرى بشكل مخيف فيكفينا أن نعلم أنه فى مصر أكبر جالية أمريكية فى العالم حوالى 30 ألف أمريكى بعضهم يشغل مناصب حساسة كمستشارين فى الدولة بالإضافة إلى وجود 36 مؤسسة أمريكية فى مصر بداية من الجامعة الامريكية – هيئة المعونة الأميركية – المركز الثقافى الأمريكى وما يساعدهم على ذلك المعونة التى تقدر سنوياً ( بـ 2 مليار جنيه ) .
ما الذى يجبرنا على الاستمرار فى هذا الوضع ؟ من الممكن أن نحصل على هذه المعونة من الدول العربية الشقيقة بدلاً من أن نضع رقبتنا تحت السيف الأمريكى فهذا اللوبى يشكل ضغط وسيطرة علينا ويخرج لنا جواسيس حضاريين أو وكلاء استعمار يقوموا بدورهم فى خلق التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأمريكا .
ويشير إلى أن الحل سيكمن فى النضال الديمقراطى والوضع سيتحسن تدريجياً ويكفى أن هناك 260 إضراب واعتصام وتحركات خلال عام واحد كلها رافضة للوضع الخاطئ القائم والنظام السياسى والاقتصادى المصرى ستغير إلى الأحسن بعد الحقبة المباركية أياً كان الرئيس القادم !!

عشوائية قطار الخصخصة
سيطرة رأس المال على الحكم يقول د / إبراهيم نصار أستاذ الاقتصاد جامعة عين شمس انها بدأت تظهر بالتدريج وهذه بشائرها عجز الحكومة عن مراقبة الأسواق والسيطرة على الأسعار حتى فى وجود جهاز حماية المستهلك لأنه ببساطة لا يمتلك السلطة القانونية .
ويوضح د / إبراهيم نصار أن النظام الاقتصادى الذى تعيشه مصر يعمل لصالح الأغنياء فقط ومع الأسف نجد فى الفترة الأخيرة انحراف فى توزيع الدخل بين كفتى الميزان ( رجال الأعمال – الشعب ) ؛ فنجد أن نصيب الأجور فى الدخل يقل ونصيب الربح وعوائد التملك تزيد مما يؤدى إلى خلل فى العدالة النسبية فى توزيع الدخل .
ويرى أن قطار الخصخصة والذى يتحرك بسرعة البرق ستكون له عواقبه الوخيمة على الاقتصاد المصرى فالخصخصة ليست عشوائية وليس كل شئ مُباح له البيع ؛ فمثلاً قطاع الصناعات الاستراتيجية القوية والقطاعات الحكومية والتى تمس أغلبية الشعب يجب أن تظل قطاع عام .
فلا يمكن أن نتصور أن تباع البنوك ووسائل النقل والموانئ والطيران وشركات الغزل والنسيج والجامعات .. وغيرها فهذه الصناعات الاستراتيجية فى حالة خصخصتها سيكون لها تأثير سلبى مُدمر على الاقتصاد ، ولنا أن نتخيل إذا بيعت كل هذه القطاعات لن تكون هناك دولة لأنه لن يكون هناك توجيه أو سيطرة من الحكومة على هذه الأنشطة السيادية ومن الممكن بعد البيع يتم عمل استثمارات بأموال الشعب والبلد خارج مصر ولأى جهة أجنبية مما يشكل خطورة بالغة على قومية مصر .

التعديلات سلاح لتصفية الحسابات


وبسؤال الدكتور / أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بكلية سياسة واقتصاد عن الديمقراطية فى مصر قال أن الشعب المصرى لم يعرف الديمقراطية بمعناها الصحيح سواء قبل الثورة أو بعدها موضحاً أن السبب فى غياب الديمقراطية هو نظام الحكم الحالى الذى يعتمد على شرعية الإفساد من خلال منظومة من رجال الأعمال الفاسدين وقادة فى الحزب الوطنى أمثال أحمد عز و غيره .
وأكبر دليل على هذا الفساد التعديلات الدستورية التى بمثابة عدوان صريح على الديمقراطية لانها تعّدت على سلطة القضاء وخلقت عداوة مع منظمات المجتمع المدنى بخلاف قانون مكافحة الإرهاب والذى يبدو أنه سلاح لتصفية الحساب مع الإخوان المسلمون والأحزاب السياسية والمعارضة .
أما عن حرية الصحافة فيشير أن بداياتها فى السبعينات وظهرت جلياً فى عهد الرئيس مبارك منذ عام 1981 حتى 1991 ثم بدأت تتوارى .
والظاهر على السطح الآن ماهو إلا حُرية مُزيفة لا تعبر عن الجوهر الحقيقى للديمقراطية التى لا توجد فى مصر فى الوقت الراهن !!
ويتوقع د / أحمد ثابت فى السنوات القادمة مزيداً من قمح الحريات وصورة أشبه بمراكز القوى بعد ما يُسمح لقوات الأمن باقتحام المنازل وانتهاك حرمات الانسان ، فللأسف الشديد لقد كانت الشرطة المصرية تمثل درعًا يحافظ على أمن الوطن واستقراره ولكن لعبة السياسة جنحت بهذا الجهاز الخطير إلى مناطق محظورة ولم يعد أمن المواطن هو الهدف والغاية لكن أصبح أمن السلطة فى مقدمة الحسابات .

الفقر فى مصر يزداد

وصلنا إلى المنطقة التى تمس الشعب وهى العدالة الاجتماعية فى البداية يوضح د / ثروت إسحق رئيس وحدة الدراسات الاجتماعية بمركز بحوث الشرق الأوسط أن هناك حالة من الخلل فى نسق القيم نتيجة انخفاض الدخل وزيادة حدة المشاكل الاجتماعية وتقاعس القطاع الخاص عن تحسين ظروف الشباب ، والغياب النسبى للعدالة الاجتماعية وتسريح أعداد كبيرة من العمال فى إطار برامج الخصخصة وشراسة النظام الرأسمالى المنقول من الغرب والذى بات عاجزاً عن دعم التعامل مع حاجات المجتمع وتحقيق أمانيه إذ لابد أن نخلق النظم الاقتصادية والاجتماعية الذى يتمشى مع خصوصية المجتمع المصرى فى الوقت الحاضر.
وهو يرى أن سياسات الإصلاح الاقتصادى أفرزت مشكلات عديدة منها تدنى الدخل الحقيقى للأفراد ؛ ارتفاع ثمن السلع والخدمات واتساع نطاق البطالة وانهيار مصالح محدودى الدخل واتساع الهوة الطبقية ففى الوقت الذى كانت تزداد فيه مساحة العشوائيات حول الأحياء الراقية كانت المنتجعات والقصور والفيلات تزداد اتساعاً ، والخصخصة هى أحد الآليات التى ساعدت على حدوث خلل فى ميزان العدل الاجتماعى بزيادة معدل الفقر حيث وصل إلى 30 % فمساحة الفقر فى المجتمع المصرى تزداد بمرور الوقت
مع ملاحظة ارتفاع الأسعار (خاصة الغذاء ) وزيادة حدة الغلاء والغاء الدعم على العديد من السلع مما أدى إلى إثقال كاهل الفقراء ، فضلاً عن انخفاض سعر الجنيه المصرى الأمر الذى جعل رجل الشارع لا يشعر بالمكاسب .
ومن هنا يكون الحل فى رأى سيادته أن ينبع تعاون بين الشعب والدولة فمثلا يجب أن ندفع كافة الضرائب المستحقة لأنها مورد أساس الدولة وليكن دكتور / مجدى يعقوب هو قدوة لجميع المصريين حيث يدفع ما عليه من ضرائب برغم أنه خارج مصر .

المصرى اليوم يقول :
يحيى ابراهيم – طبيب – 58 سنة يقول : بعض مبادئ ثورة يوليو السامية لم يعد لها وجود و الآخر تاهت معالمه فهناك تدهور فى مستوى التعليم والصحة وأدوية فاسدة وأزمة فى رغيف العيش وفقر ، و الحكومة بتتكلم فى حد أدنى للأجور 300 جنيه والعيش الحاف عايز له 500 جنيه فى الشهر والسبب ، النظام الذى باع رصيد البلد من الأراضى والشركات والأموال العامة وفرط فى الموانئ والبنوك فى الوقت التى تنقذ فيه فرنسا وأسبانيا وبريطانيا شركاتها وبنوكها من البيع أو الخصخصة وأتوقع أن سيناريو فيلم ( عايز حقى ) سيتحقق خلال سنوات وهنا يكون قد تحول الخيال إلى حقيقة !!
فى حين أن ماريانا حنا بكالوريوس تجارة إدارة أعمال – 30 سنة تقول أن الصورة واضحة للجميع داخل مصر وخارجها وبدلاً من تحليل الموقف والبحث عن أسبابه نسعى وراء الحل وهو الهروووب الذى بدأ يتحقق بالفعل فالعلماء هربوا منذ زمن وفى أمريكا وحدها 514 مصرياً فى تخصصات نادرة .
واليوم 15 مليون تقريبا تقدموا بطلبات هجرة لأمريكا ولا ننسى مسلسل الغرقى على سواحل أوروبا ، فالشعب حالياً غير قادر على التغيير ولا نملك سوى الهروووب !
فى المقابل تحدث كمال عبدالحميد – مدير إدارة بوزارة الكهرباء (45) سنة قائلا أنا لا أحب أن تكون الحكومة شماعة نعلق عليها المشكلات التى تواجه البلد فمثلاً ارتفاع الأسعار يجتاح دول العالم والبطالة ظاهرة عالمية ليست مصر وحدها هى التى تعانى من هذه المشكلات ، ورغم هذا هناك تنمية ومن ينكر ذلك يكون جاحداً فمع مبارك دخلت مصر عصر الحرية والديمقراطية ، دخلت النادى النووى بإنشاء مفاعلات نووية ، ومصر تنعم باستقرار سياسى فى الداخل لا تشهده الدول المحيطة .
وحتى وجود رجال الأعمال فى الوزارة أو مجلس الشعب فهذا من حسن حظ البلد لأنهم يملكون الخبرة فى الإدارة والتفكير الواعى المستنير لوضع مصر على خريطة الدول المتقدمة .
أما عاصم السيد – مدرس تاريخ ثانوى –42 سنة فهو يرى أن الوضع الكلى سيئ جداً ، ووتيره الأرقام التى تدين النظام الحاكم تزداد يوم بعد يوم وتتضافر الوقائع الدائنة للموقف السياسى والاجتماعى والاقتصادى لنظام مبارك حتى وإن كنا نرى نمواً على المستوى الاقتصادى لكن هناك إخلالاً بعدالة التوزيع ومعاناة لأكثر من 90 % من الشعب وفى تقديرى المجتمع يتآكل من الداخل على كل مستوياته الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية ، ووجدنا أنفسنا أمام مجتمعين لا ثالث بينهما سلطة رأس المال التى تحميها الحكومة وسلطة رجل الشارع الذى لا يحميه الفقر .. أنه حقاً واقع مر وأليم ومستقبل مظلم أمام المصريين .

فى النهاية ..فإن مصر فى عيون المصريين صورة زواياها قاتمة وصرخات يجب أن تهتز لها أرجاء الوطن ولكن القلب مازال ينبض بالأمل فرغم هذا يبقى .. يبقى الوطن!!
تحقيق : منه الله احمد محمود

1 تفاعل معنا:

jaemeyyacko يقول...

Harrah's Lake Tahoe casino and resort - JTA Hub
Hotel and resort amenities are available in rooms ranging 통영 출장마사지 from a Jacuzzi to a flat-screen 나주 출장샵 cable TV. Amenities include: 부산광역 출장샵 Spa; 아산 출장샵 Health Club; Restaurant; Pool; 출장안마