الجمعة، 6 يونيو 2008

ولسه بحلم بتاكسي

مصر كما يقولون بلد سياحى من الدرجة الاولى لكن ما أن تطأ قدمك ارضها وتمشى فى شوارعها حتى ترى التاكسى ذو اللونين احدهما الابيض والاخر يختلف من محافظة الى الاخرى و تصدم بالاختلاف الشاسع بين موديلاته فقد ترى تاكسى صنع منذ اكثر من ثلاثون عاما واخر من احدث الموديلات ، وهذا الاختلاف ينطبق ايضا على السائقين فمنهم المتعلم ومنهم الذى لم يكمل تعليمه وبالطبع مثل اى بلد يسرى هذا الاختلاف على الركاب ويزيد أن منهم السائح ، ومشكلة التاكسى المصرى أيضا متشعبة ومتشابكة ولا تجد لها حل فكل طرف لا يرى المشكلة الى من وجهة نظره القاصرة و يرمى بالحمل على الاخر ولكن فى النهاية يجتمع طرفى السائق والراكب على مسئولية الحكومة التى لا ترد على أحد .

ايمان محمد (25 سنة ) ربة منزل تعرضت من قبل لموقف صعب أثناء حملها عندما اوقفت تاكسى ليوصلها الى منزلها وفى الطريق ركبت سيدة اخرى معها وفى النهاية انزلها على بعد كبير من منزلها على ناصية الشارع الرئيسى لأنه يريد ايصال السيدة الاخرى ، وأضافت انه تشاجر معى واصر على انزالى ولم ياخذ منى الأجرة .
رأت ( مريم على ) (24 سنة ) سائق تاكسى يمر أمامها ويخطف حقيبة أم تمشى مع طفليها ، وتتسأل كيف لها أن تثق فى اى سائق تاكسى مرة أخرى فقد لا يكون جميع سائقى التاكسى مثل هذا السائق ولكنها لاتشعر باى اطمئنان ولا تركب التاكسى بفردها الا للضرورة القسوى .
السائق استغلالى
تشعر ابتسام يحيى ( مترجمة 27 سنة ) بانخفاص عدد التاكسيات ونتيجة لذلك اصبح السائقين استغلالين ، ففى مرة ركبت هى وثلاثة من صديقاتها تاكسى فرفض السائق ان يركبوا جميعا لمسافة قصيرة (انتم فاكرينه ميكروباص هتجمعوا الأجرة) و أنزلهم بالفعل .
أما نهى عبد العال (الطالبة 22سنة ) فقد تعرضت لموقف صعب جدا عندما ركبت تاكسى فى مرة فى أحد اكثر الشوارع ازدحاما فوجئت بالسائق يطالبها بان تعطيه ذهابها وموبايلها وكافة اموالها وعندما حاولت أن تصرخ فتح باب السارة والقاها خارجها وانتهت بمجرد كسر فى يدها اليمنى .
دنيا محمد أحمد ( طالبة ايضا ) روت لنا قصة تعرضت لها احدى صديقاتها عندما اوقفها تاكسى وطلب منها أن تؤدى له خدمة فوقف امام احد المساجد وطلب منها ان تنزل و تعطيه اموالها وموبايلها حتى يستتطيع ان يدخل بعدها ويخبرهم انه سيعطى زوجته الموبايل الذى نسيته معه وبالفعل صدقته ودخلت ولم تجد احدا فى المسجد وعندما خرجت لم تجده طبعا !
واكد عدد من المواطنين ان سائقي التاكسي يعتقدون ان البلد مزدحمة و يدعون انهم يعلمون الطرق المختصرة لايصال الراكب فى وقت أسرع وهذا لا يحدث بل يصلون متأخرين ويستغلون الركاب ماديا ، وتعجب بعضهم من عدم وجود نظام للتاكسى فى القاهرة كعاصمة لمصر أو أى محاولة للحفاظ على صورة جيدة امام السائح ، كما أن تاكسى العاصمة الذى لم يمر على وجوده فى مصر فترة كبيرة غير متوفر باعدادا كافية لتغطية السائحين فهو لا يكفى لمن يركبونه لابناء البلد ، كما انه نادرا ما يصل فى موعده ، وعادة ما يضعوك على لائحة الانتظار و عندما تتصل لتأكد على موعدك قد تفاجئ بعدم وجود تاكسى فاضى لايصالك دون أ يبلغك احد ، فما هى الصورة التى تصل الى السائح اذا حدث وسمع عن هذه الخدمة .
البنديرة هى المنقذ
أكد على امام الذى يعمل كسائق من فترة كبيرة (نظرا لفشله فى اتمام تعليمه ) ويقول أنه قد اعتاد على طوابير المرور ولم تعد تمثل له أى مشكلة فهى مثل أى مهنة ، واعتبر (على امام) أن البنديرة هى المنقذ للسائق والراكب ، فهو وغيره من السائقين مضطرين الى رفع الاسعار لأن كل مل حولهم يرتفع سعره من مواد غذائية وقطع غيار الخخخخخخخخخخخخ!!!!
بشر من نفس النوع
أما (حسن بركات ) السائق منذ اكثر من اربعين سنة (خريج معهد فنى صناعى ) يعتبر ان كافة الوظائف التى تعلن عنها الحكومة ( ضحك على الدقون ) و يعتقد ايضا ان البنديرة ستحل كافة المشاكل بين السائقين والركاب ولكن ليس البنديرة الموجودة منذ عام 1985 فالبنديرة الجديدة يجب ان تكون مراعية لحالة السائقين والغلاء المنتشر فى البلد ، وأضاف أن اعتقاد الركاب بان السائق بلطجى او حرامى خاطئ لأننا بشر من نفس نوعهم .
نظام مريح
ويتسائل السائق (مصطفى عامر) كيف يمكن أن يصرف السائق على اولاده أذا لم يكسب رزقه من عمله ، فلا تأمينات نافعة ولا نقابة نافعة ، وعبر عن ترحيب كافة السائقين بالغاء الموديلات القديمة لكن مع توفير نظام مريح للتقسيط دون تع تعجيز للسائق او صاحب السيارة فالتاكسى يعتبر مصدر رزق لعدد كبير من اصحاب السيارات والسائقين وغيرهم ..
وأضاف مجموعة من السائقين أنهم يسمعون اشاعات عن مشروع تغيير التاكسيات القديمة منذ ثلاث سنوات ولم يحدث أى شئ جادى فى هذا الامر سوى تغيير 20 سيارة من مائة فقط فى الجيزة ، وحتى يكتمل المشروع سيكون العمر الافتراضى لهذه السيارات قد انتهى .
وتساءلت مجموعة اخرى من السائقين لماذا لا ينزل المسئول الى الشارع ويعايش واقع الشارع بدلا من يصدر قرارات من مكتبه لاتتناسب مع واقع المشكلة .
وأضاف أحد المسئولين ان بنديرة التاكسى المصرى هى اقل بنديرة عالميا فلماذا نجبر السائق على اسعار تغيرت منذ اكثر من عشرين عاما .
واشتكى السائق ( أحمد محمد ) من أن النقابة لا تقوم بدورها تجاههم من حل للمشكلات وايصال صوتهم للحكومة وقال أن مهمة النقابة الحالية هى جمع الاموال منهم ، وفى مرة ذهبت لعمل نظارة طبية رفضوا بحجة عدم دفعى للاشتراك وهذا غير صحيح فلا يمكن لأى سائق تجديد رخصته بدون دفع كافة الاشتراكات المطلوبة .
واضاف ان فى حالة نشوب خلاف بين السائق والمرور لا تتدخل النقابة مطلقا ، واعتبر أن انتخابات النقابة (مطبوخة ) ، و لا أحد منا يستطيع ترشيح نفسه مع ضغوط الحياة وغلاء الاسعار المستمر فلا يوجد وقت لدينا لممارسة عمل اخر .
نظارة كل 5 سنوات
أكده لنا السيد محمود السيد ( رئيس اللجنة النقابية للنقل البرى بالقاهرة ) ان النقابة لا تطلب من السائق اكثر من اشتراك شهرى قيمته (جنيه ونصف) ونقدم به عدة امتيازات وهى المساعدة فى حالة المرض والعمليات والحوادث والسجن و الوفاة ، لكن السائق لا يعلم بهذه الحقوق رغم اننا نطبع لائحة الزمالة ونبيعها لهم اجباريا ولكن عادة ما نجدها ملقاة على سلالم النقابة .
وأضاف أن اشتراك الزمالة قيمته 60 جنيه سنويا وسيرد له على الاقل فى النظارة التى تقدم له خمس سنوات ولن ينتظر زواج أحد اولاده .
دورات تثقيفية!
وفى اطار تحسين صورة البلد سياحيا اقترح ضرورة اعطاء السائق دورات تثقيفية حتى يتمكن من قيادة تاكسى العاصمة نظرا لاعتماد السائح عليه اعتمادا كليا ، أما التاكسى العادى يعمل على ابناء البلد فلا حاجة لاعطائه هذه الدورات الا بناءا على رغبته فى التعامل مع السائحين ،واعتبر(رئيس نقابة النقل البرى بالقاهرة ) ان من غير المنطقى ان نحمل كل هذه الاعباء على الدولة وحدها فالدولة تقابل العديد من المصاعب فى توفير السلع الاساسية للمواطنين مع الازدياد المستمر فى عدد السكان (وبابا ميقدؤش يشيل كل حاجة لوحده ) .
وعن تغيير التاكسيات القديمة قال ان علينا ان نجعل هذا المشروع اجبارى على السائقين وليس اختيارى فستصبح السيارات صديقة للبيئة لكن تبقى مشكلة الازدحام التى هى واقع مجتمعنا ونحن نشعر بالرضا لأننا لن نستطيع تغييره الا من خلال تنشيط عملية تحديث اسطول النقل وانشاء محاور جديدة وهذا يتطلب عمل نظام شامل للتغيير فى الدولة .
أما البنديرة فيتم مناقشتها منذ اكثر من عشرين عام وقد نجحت المحافظات فى تنفيذ بنديرة موحدة تصل الى (جنيه واحد) وذلك نظرا لصغر عدد المواطنين بالمحافظات ولم نتمكن من تنفيذها فى القاهرة نظرا للكثافة السكانية العالية .
ومن وجهة نظرى الشخصية ان الحل هو عمل بنديرة مثل تاكسى العاصمة مع تقسيط السيارة للسائق باقساط مريحة للطرفين ، وهذا سيدر ربحا على البائع ويوفر مرتبات السائقين بالاضافة الى محافظة السائق على السيارة لانها ملكا له .

تحقيق : يارا نجاتى

0 تفاعل معنا: