ادمان الحشرات خطر يهدد صحه الشباب

هل تعملون أن النمل والصراصير وغيرها من الحشرات الزاحفه هم أحدث صيحة في عالم الإدمان بعد أن أطلقوا عليها "الإدمان الحيواني" ؟ فلا تندهشوا إذا عرفتم أن الصابون والكبريت يندرج تحت قائمة الإدمان ايضا بعد أن عرف بين فئات المدمنين بالأرخص سعرا بينما أطلق علماء النفس على هذا النوع مصطلح" البيكا" وقبل أن تطول بكم الدهشة قمنا برصد اعترافات بعض المدمنين الذين وقعوا في بئر الإدمان آملين أن نوضح لكم المشكلة ونوعي الآباء بالخطر الذي يهدد صحة أبنائهم ، فتعالوا نسمع اعترافات بعض مدمن الحشرات

يقول (طارق) أحد الشباب بدأت أشرب السجائر بعد دخول أحد المدارس الصنايع وبعد ذلك عرفت البانجو وعندما أوقفني الرئيس عن العمل بسبب إدماني أصبحت عاطل ولا أستطيع شراء البانجو فلجأت إلى تناول النمل والصراصير كوسيلة إدمان رخيصة.
ويقول (هشام) أحد الطلاب بكلية التجارة بدأت أشرب السجائر في بداية دخولي الجامعة ثم بدأت إدمان الكبريت بتحويل رأسه إلى مسحوق وأتعاطاه عن طريق الخابور باستنشاقه وهذا يحدث لي سعادة إدمانية كبيرة نتيجة الدخان الأزرق المتصاعد وهذا بعد مشوار طويل من تعاطي المخدرات.
وتقول (هدي) ربة منزل أثناء فترة الحمل كنت أكل بعض أنواع الصابون المستورد الموجود في السوق حيث أقوم بتقطيعه إلى قطع صغيرة وأضعه معي في الحقيبه وأكله كاللبان أو الحلوي وقد أدى ذلك إلى تشوة الجنين وذلك بسبب الكيماويات الموجودة في الصابون مما أدى إلى وفاة الجنين وإصابتي بطفح جلدي.
يقول (مجدي) طالب بجامعة السادس من أكتوبر طب أسنان بدأت أشرب السجائر منذ الإعدادية ثم تناولت الخمور وبعد ذلك تعاطيت البانجو فعندما عرف أبي بإدماني منعني من الخروج فلجأت إلى إدمان الحشرات "البيكا" الذي عرفني عليه بعض الأصدقاء باعتباره الأرخص والمتاح.
اكتشاف بالمصادفة
قامت الجمعية المصرية للصحة النفسية برئاسة الدكتور أحمد جمال أبو العزائم باكتشاف هذا النوع من الإدمان بالمصادفة في المحافظات حيث يقول الدكتور أحمد جمال أبو العزائم ان الحملات التي تقوم بها الجمعية في المحافظات هي التي كشفت عن خبايا هذه الظاهرة ثم وجدنا أن هذه الظاهرة موجودة بين ساكني المقابر وانتشارها وتوغلها في المناطق الراقية نظرا لرخص ثمنها مقارنة بالأنواع الأخرى وبشكل مبدئي وجدنا أن الفئة الأكثر إقبالا على هذه الظاهرة هم أطفال الشوارع والصنايعية (الحرفيين) في المناطق المعزولة وهذا النوع من الإدمان بدأ يظهر تدريجيا مرة أخرى في المقابر حيث يقومون بوضع النمل والحشرات في برطمان وإغلاقه حتى تموت فتخرج منها زيوت طيارة فيقوم المدمن باستنشاقها فتحدث لديهم حالة من الرقي المزاجي بسبب الرائحة.
جهود الجمعية
وتقوم الجمعية المصرية للصحة النفسية بمجهودات عظيمة من خلال عقد سلسلة من ندوات متتالية تغطي الجمهورية وكذلك بعقد الندوات لتوعية الشباب بخطر الإدمان. كما تتلقى الجمعية اتصالات أسر المدمنين على أرقام الجمعية طوال أيام الأسبوع.
تفسير الظاهرة
يفسر لنا الدكتور أحمد جمال أبو العزائم رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لصحة النفسية هذه الظاهرة أن هذا النوع تم اكتشافه من قبل في دول الخليج واليمن وينتشر هذا النوع في مصر في بعض المحافظات (كفر الشيخ) وبين طبقة الحرفيين وبين ساكني المقابر التي تتسم بتدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتتسبب هذه الغازات في تلف خلايا المخ إذ أن المخ خلايا دهنية وتقوم هذه الزيوت الطياره بإذابتها فتؤثر على درجة الوعي والاستيعاب وقد تؤدي إلى العتة المستمر ويطلق على هذه المواد مصطلح البيكا.
ويرى الدكتور أحمد أن الجهل والفقر والمشاكل الاسرية بجانب عدم وجود رقابة على الأبناء فضلا عن البطالة هي الأسباب التي وراء انتشار هذا النوع من الفئات الفقيرة والحل الوحيد يكمن في توفير الوقاية الابتدائية بتوعية الشباب والاسر بمخاطر هذا النوع والمعالجة السريعة للمدمن في أول مشواره مع الإدمان وأخيرا تأهيل المدمن للدخول في مرحلة العلاج الذي يستغرق وقتا طويلا لأن الإدمان يصبح مثل المرض المزمن.

تحقيق : هبه الرحمن احمد نيازى