الاثنين، 9 يونيو 2008

الهجرة......أحلام خارج بوابة مصر

الذين هاجروا يروون قصص النجاح والفشل :تجاربنا صعبة والالتزامات المادية لا ترحم

(أن تعيش بمفردك بعيدا عن اهلك و أصدقائك لا وقت لديك للمرح لأنك لو لم تعمل فهناك التزامات ماديه عليك دفعها) هذا هو حال كل مهاجر وهذه هي الضريبة التي يدفعها وبالرغم من ذلك يقبل على الهجرة كثيريين على اختلاف ظروفهم حيث بلغت نسبة المهاجرين المصريين 10% من اجمالى عدد السكان طبقا لأحدث الاحصاءات ,لذلك رأينا أن نقترب أكثر من الشباب المهاجر الذي يفكر في الهجرة والمقدمين على الهجرة العشوائية لنعرف منهم كيف يرون الحياة والعمل فى الخارج و هل كانت الهجرة هي الحل الوحيد لمشاكلهم؟ و أيضا لنعرف رأى المسئولين ورؤيتهم لهذه القضيه والحلول البديله التي ربما تساعد الشباب في شق طريقه دون دفع تكلفة الغربة والشقاء في الخارج .

أولا رأينا أن نعرف رأى الشباب الذين قدموا على الهجرة ولم يسافروا بعد ومنهم
:
*داود شحاتة 24 سنه أعزب حاصل على ليسانس آداب وتربيه قسم إنجليزي ويعمل بالسياحة ومقدم للهجرة العشوائية للولايات المتحدة الأمريكية وتم قبوله ويقول لم أكن أفكر في الهجرة ولكن عرفتها من أصدقائي الذين تقدموا ليملؤا استمارات الهجرة و بالصدفة جاءني القبول ووجدتها فرصه جيدة وخصوصا في ظل تردى الحالة ألاقتصاديه للبلد وسأعمل باى عمل يتوفر لى وعند تحقيق ما أريد سأعود على الفور وارى إن الحياة في الخارج ما هي إلا عمل وكفاح و النهاية حصاد ثمر الكفاح ,وقد قمت بعمل مشروع صغير مع مجموعة أصدقاء لي ولكنها غير كافيه لبناء شاب طموح لكنها تكفى فقط للمعيشة .
*أمير زكى طالب جامعي مقدم للهجرة العشوائية يقول قدمت للهجرة مع أصدقائي بدون هدف محدد واعرف أن الحياة في الخارج ليست سهله ولكن نفسي أجرب السفر و الغربة.
*م.ح 19 سنه دبلوم فني صناعي ويعمل نقاش ومقدم للهجرة العشوائية لأمريكا وتم قبوله ويقول سبب تفكيري في الهجرة هو مثل كل الشباب أريد أن أكون نفسي وان احقق طموحي المالي ولم احدد بعد المدة التي سأقضيها و لكنى أرى الحياة في الخارج جميله و أريد أن أحياها ولم أفكر في عمل مشروع صغير ولا اعرف شيء عن الصندوق الاجتماعي أكثر من اسمه.
*ش.ب 19 سنه أعزب حاصل على دبلوم فني تجارى ويمتلك سوبر ماركت وقدم للهجرة وتم قبوله ويقول أرى أن الحياة في الخارج أجمل بكثير من هنا وبالرغم من امتلاكي سوبر ماركت و نجاحي في عملي إلا أنى قدمت للهجرة مع أصدقائي ولما وصلني ورق القبول غير الوضع
أراء متناقضة للمهاجرين
كانت هذه أراء الذين مازالوا داخل أحضان بلادهم ولكن هل للذين هاجروا بالفعل رأى أخر؟
* مرقص أبو شوشه 23 سنه أعزب هاجر عن طريق الهجرة العشوائية لأمريكا و الآن له ما يقرب على سنه في الهجرة ويحكى قائلا كنت ادرس بالفرقة الثالثة بكلية التربية وتوقفت عن الدراسة بسبب الهجرة واعمل الآن بمطعم بيتزا في البداية لم أفكر في الهجرة ولكن لا أنكر انه كانت لي رغبه في أن أرى بلاد مثل هذه يحكى عنها في وسائل الأعلام, و الحياة هنا ليست سهله كما يظن البعض وتحتاج إلى صبر ومجهود فهنا لابد أن تعمل وان توقفت عن العمل فعليك التزامات ماديه لابد من دفعها عن نفسك و للدولة , و أمامك طرق عديدة أما التعليم – وهذا الأفضل بالطبع -- أما العمل الحر في المطاعم والمحلات , والى الآن أنا راضى عن عملي و أرجو أن أكمل دراستي هنا , ولم أكن أفكر من قبل بعمل مشروع صغير ولكن بصراحة فكرت في العمل الحر
*هاني ألفى أعزب بكالوريوس هندسة شعبة انشائات مهاجر بقطر ويقول اعمل مهندس مدني بأحد الشركات وكان سبب تفكيري في الهجرة هو إيجاد فرصة عمل أفضل و الحياة هنا أحسن من الحياة في مصر الآن والحمد لله اعمل بمجالي و أتقدم باستمرار في الخبرات , ولكن الأحوال بمصر سيئة جدا فقد فكرت بعمل مشروع مكتب هندسي وشركة مقاولات فوجدت إن الموضوع محتاج مبالغ كبيرة بالأضافه إن الشركات الكبيرة لا تجد شغل و تأخذ شغل بخسارة حتى تستمر موجودة فطبعا كان صعب اعمل كدة
الشباب يدفع الثمن
تقول دكتورة أجلال إسماعيل دكتورة علم الاجتماع بآداب عين شمس أن الهجرة بشكل عام معناها الانتقال من مكان لأخر وفى الهجرة العشوائية تسبب مشاكل للشاب منها انه يضطر إلى قبول اى عمل متدني حتى يستطيع العيش ليكفى حاجاته الأساسية , كما يتعرض للاستغلال من أصحاب العمل لأنهم يعلمون انه أتى عن طريق الهجرة العشوائية و بالتالي ليس له مورد رزق وبالتالي يعطونه اجر زهيد , كما إن هؤلاء الشباب يعيشون في مناطق متخلفة slum areas وظروفها سيئة , ولكنها لا تمثل مشكله للمجتمع لان من يهاجر غالبا يكون المجتمع طارد له فالموضوع مرتبط بالعرض والطلب فلو هناك تخصصات يحتاج إليها المجتمع والمعروض منها قليل فهجرتهم ستأثر على المجتمع.
حلول واقعية
وترى الدكتورة إجلال بعض الحلول للحد من لجوء الشباب للهجرة منها محاولة التعرف على العوامل التي أدت للهجرة ووضع حلول إجرائية قابله للتنفيذ , والتطور في نظام التعليم والاهتمام بالتعليم الفني و الصناعي حتى يكون لهذا النوع من التعليم تخصصات تلائم متطلبات سوق العمل , والاهتمام بتخصصات جديدة يحتاج لها سوق العمل المحلى و العالمي حتى إذ لم يجد الشاب فرصة عمل في بلدة يخرج بشكل مشروع للسوق العالمي, وان يركز الشباب على المهارات الإبداعية و لا يركز على الدراسة النظرية وان يفكر الشاب في عمل مشروعات صغيرة .
الصندوق الاجتماعي وفرص حقيقية للعمل
من منطلق الحلول التي طرحتها الدكتورة إجلال لحل مشاكل الهجرة وفكرة المشروعات الصغيرة توجهنا بسؤال للدكتور احمد نصار القائم بإعمال المدير العام للتخطيط والمتابعة بالصندوق الاجتماعي للتنمية حول عدم إقبال الشباب على المشروعات الصغيرة وعدم معرفتهم بالصندوق
وكان رده أن الشباب يهاجر من اجل إيجاد فرصة عمل جيده بينما يوجد في مصر فرص عديدة ومشروعات كبيرة تحتاج لمشروعات صغيره مكمله لها لا تقوم بدونها ولكن هناك شباب أحلامهم غير معقولة كأن يرغب في عمل ثروة في فتره قصيرة أو لا يريد أن يعمل خارج المحافظة الموجود بها , هذه كلها عوامل محبطه للشاب
ويضيف أن دور الصندوق الاجتماعي للتنمية أن يساعد الشاب ليبدأ مشروعة كما يوفر له التدريب والمتابعة وبذلك يختلف عن اى مؤسسه أخرى كما انه ينتشر في كل المحافظات بالإضافة انه يعمل بأسلوب الشباك الواحد من خلال مجمع الخدمات الذي يوجد به موظفون من كل الجهات المعنية بإقامة المشروع للحصول على كل التراخيص اللازمة دون اللجوء لأكثر من مكان وهو نظام أول مرة يطبق في مصر كما يوفر الصندوق مساحات قابله للاستثمار يقيم عليها الشاب مشروعه , كما يمكن اللجوء للصندوق لتحسين الدخل من خلال القروض التوسعية و التكميلية التي تمنح لأصحاب المشاريع في حالة احتياجهم لمواد خام أكثر و لإعطائه دعم اقل من سعر السوق.
و بسؤاله عن عدم معرفة الشباب بالصندوق وخدماته الأمر الذي دفعهم للهجرة أجاب أن معظم الشباب يعلمون عن كيان الصندوق ولكن هناك أشياء لو تم تداركها ستزيد معرفة الشباب بالصندوق أولها هو الترويج عن أنشطة الصندوق وحاليا يقوم الصندوق بتنفيذ حمله إعلاميه مكثفة على مستوى جميع وسائل الأعلام , ثانيا هم الشباب أنفسهم و الثقافة المجتمعية السائدة التي تنظر إلى المشروعات الصغيرة على إنها مشروعات محدودة الأثر على المجتمع , و أتمنى من الشباب إلا يكون متسرعا في طلب الثروة ولا يكون متكاسلا وان يبدأ الطريق والصندوق سيوفر له المساعدة والخدمات المادية والفنية.

قصص نجاح

ربما تبدو أراء المسئولين ليست إلا كلام براق ولذلك نقدم حالتان واقعيتان لشابان استطاعا تحقيق حلماهما بداخل الوطن إلى أن أصبحا أصحاب مشروعات كبيرة.
* المحاسب أحمد إبراهيم التحقت فور تخرجي من الجامعة بوظيفة ذات دخل ثابت، إلا أن هذا لم يشبع طموحي فسافرت إلى الخارج ظنا منى كغيري من الشباب أن بضع سنوات فى أحد دول الخليج كافية لإحداث نقلة كبيرة فى حياتي لكنى اكتشفت أن هذا ليس هو الحل، فعدت بعد ذلك إلى وطني وبداخلي اليقين أن العمل الحر هو الخيار الأمثل. قررت إقامة مشروع خاص فى مجال تجميع وصيانة أجهزة الكومبيوتر، وأعدت الدراسة الخاصة بالمشروع ووفرت مع شركائي محمد إبراهيم وحاتم محمد المكان المناسب لإقامة المشروع ثم حصلنا على 195 ألف جنيه كقرض من الصندوق.
يقول أحمد إبراهيم واجهت أنا و شركائي العديد من الصعوبات فى البداية حتى استطاعنا من خلال الحرص على جودة منتجاتنا وتنوعها ما بين تجميع وتجارة أجهزة الكومبيوتر والأجهزة العلمية مثل الأفوميتر والطابعات والوحدات السمعية والبصرية تحقيق النجاح و قمنا بتوريد أجهزة الكومبيوتر لجامعات الأزهر وعين شمس والمنصورة وهيئة المساحة، كما حصلنا على توكيل من شركتى جولد ستار الكورية وبروماكس الأسبانية لبيع وصيانة أجهزة القياس فى مصر وعملنا كموزع لبرامج ميكروسوفت وكومباك وكومبيوتر كوست الأوروبى.
ولا تقف طموحاتي عند هذا الحد حيث أسعى وراء المزيد من التطوير والنجاح المستمر وعلى التعرف على كل ما هو جديد فى مجال تكنولوجيا الحاسب الآلى فى العالم والاتصال بالشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال كما احلم بأن اصنع جهاز كومبيوتر مصرى 100%.
ويقول أحمد عن دور الصندوق الاجتماعى فى مشوار نجاحه، أن ما يقدمه الصندوق هو فرصة كبيرة يجب أن ينتهزها كل شاب فى مصر حيث لم يقتصر دور الصندوق على تمويل المشروع فقط ولكن شمل مساعدتي في تسويق منتجاتي من خلال العديد من المعارض التى ينظمها الصندوق للشباب أصحاب المشروعات الناجحة كما أتاح لي الفرصة للتطوير والتعلم من خلال إشراكي في الدورات التدريبية.
*فكر الشاب سيد أحمد السائح القاطن بمحافظة العريش فى إقامة مشروع خاص به وحيث أن مدينة العريش من المناطق السياحية المتميزة إهتدى سيد إلى أنسب المشروعات التى تتواءم مع ظروف البيئة التى يعيش فيها وبادر بإقامة بازار متواضع لبيع المنتجات البدوية للسائحين.
ومع ظهور بوادر النجاح إتجه سيد إلى الصندوق الاجتماعى وعرض دراسة جدوى متكاملة تؤكد جدوى مشروعه وحصل على قرض من الصندوق بمبلغ 50 ألف جنيها، إستطاع من خلاله تحويل البازار الصغير إلى سوق بدوى يشتمل على جميع المنتجات والمشغولات البدوية التى تروق للسائحين وتلبى إحتياجات المواطنين فى المنطقة. ويؤكد سيد أن منتجاتي الآن تلقى رواجا كبيرا لتميزها وجودتها وتمتعها باللمسة الجمالية و أنى نجحت في تسويق منتجاتي في بعض الأسواق الأوروبية والأفريقية والأمريكية حيث شارك من خلال الصندوق فى العديد من المعارض المحلية والخارجية.
وأدعو أقراني من الشباب إلى عدم التردد فى إقتحام مجال العمل الحر بشرط إختيار المجال الذى يتفق مع قدرات كل منهم ويلبى حاجة حقيقية فى المجتمع.

تحقيق ساره عادل

0 تفاعل معنا: