الاثنين، 9 يونيو 2008

الممارسات المكروهة...في الزيارة المسموحة


التبارك بأولياء الله الصالحين والتوسل بهم وزيارة المساجد التي بها أضرحة كمسجد السيدة زينب والحسين والإمام الشافعي عادة دينية قديمة لم تختفي كغيرها من العادات الدينية .
ولكن استمر حدوثها إلى ألان وانتقلت من جيل إلى أخر حتى أن بعض الناس يعتقدون أنها من الدين , والبعض يذهب لهذه المساجد كنوع من البركة والاستمتاع بروحانية المكان و حضور حلقات الذكر والدعاء .أما البعض الأخر فيعتقد أن لديهم قدرات خارقة تعينهم على تغيير القدر بزيادة الرزق أو الشفاء من المرض ويعتقدون أنهم قادرون على حل مشكلات يعجز المسؤلون عن إيجاد حلول لها كالبطالة والعنوسة.


الحاجة سكينة السيد (ربة منزل ): تقول أنها تأتي لزيارة مساجد أولياء الله الصالحين منذ فترة بعيدة وان الأولياء هم أهل كرم وعطاء وتحققت لها دعوات كثيرة قامت بدعائها أمام الأضرحة وتقول أن أل البيت عطائهم زائد والذي يقول عنهم أي شئ يكون كافر فهم يعطونا ولا يأخذون منا شئ .
أما زينب إبراهيم (ربة منزل) تقول أنها تقوم بزيارة مساجد أولياء الله الصالحين بانتظام لأخذ البركة والدعاء أمام الضريح وتقول أن الذي شجعها علي ذلك قرب مسكنها من هذه المساجد
أما أم إبراهيم (بائعة أمام مسجد الحسين ):تقول أن هذه المساجد كلها بركة وأنها حريصة بجانب البيع علي الصلاة في المسجد وحضور حلقات الذكر وأشارت أنها عندما تدعي تقول( يا رب ثم يا سيدنا الحسين ) .
ويقول (اشرف حسين تاجر من أسوان) انه معتاد على الزيارة والدعاء بعد انتهاء أوقات العمل بالقاهرة وانه حريص في كل زيارة لديه علي اصطحاب أسرته من اجل الحصول علي الشفاعة والبركة
وتقول وفاء (20سنة من العراق)أنها اعتادت منذ قدومها من العراق علي زيارة مسجد السيدة زينب والحسين وحضور الذكر ووضع النعناع والورد حول الضريح كما كانت تفعل في بلدها العراق أما عثمان عاشور (عامل بمسجد الحسين):يقول أن أكثر الأيام التي يمتلئ فيها المسجد بالزائرين هي أيام الجمعة وشهر رمضان والموالد وأشار أن أغلبية الناس تأتي لزيارة الضريح والمشاركة في حلقات الذكر ويقول أن الناس يأتون إلى المسجد من جميع المحافظات وكافة المستويات وعن اغرب المواقف التي تحدث في المسجد يقول انهيار الناس في الدعاء والصراخ والبكاء أمام الضريح وانتشار التحرش بالفتيات والسرقة خاصة أيام الموالد .
وتختلف معهم (سيدة حسين من حلوان):التي تقول أنها تأتي للزيارة بهدف الصلاة وقراءة القرآن وليس بهدف التوسل وتشير إلي أن أي إنسان لا يجب أن يتوسل بإنسان مثله حتى ولو كان من أولياء الله الصالحين فالرسول دائما كان يقول يا رب و السيدة زينب بركة ولكن الله اعلي منها
عادات خاطئة.. وتجاهل إعلامي
وعن رأى الإعلام تؤكد الدكتورة ماهيناز محسن أستاذة النقد الإعلامي بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة عين شمس علي أن هذه العادات ممتدة عبر آلاف السنين وتشكل قيم ومعتقدات أساسية لدي بعض الفئات في مجتمعاتنا المصرية والعربية وهذه الفئات تكون اقل تعليما ووعي وثقافة وتنطوي هذه العادات علي شكلين أساسين الأول عبارة عن الموالد التي تقام كل عام وحلقات الذكر التي تعقد بانتظام في أماكن الأضرحة وهذه الزيارات تكون جزأ من تلك العادات أكثر منها تدينا وهذه الفئات تشجع بعضها علي الزيارة ويكون لديهم تعصب ليس من دافع التعصب الديني ولكنه تعصب عقلي وعن دور وسائل الإعلام في معالجة هذه العادات إعلاميا تقول أن وسائل الإعلام ابتعدت منذ فترة طويلة عن معالجة هذه العادات ولم تظهر حملات إعلامية أو برامج تناقشها وتقوم بمعالجتها إلا بعض الحلقات المتناثرة في بعض البرامج
وعن رأيها في معالجة هذه العادات إعلاميا تشير إلي أهمية استخدام أسلوب التدرج في الحديث مع هذه الفئات خاصة أنها ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية معينة ويجب الحديث بأنه لا مانع من الزيارة ولكن إلا يقومون بممارسة سلوكيات خاطئة كالأحجبة والتعاويذ والسحر ووضع الأولياء في صورة آلهة
ردة عقلية..وفائض ديني
وعن رأى علم الاجتماع تقول الدكتورة حنان سالم أستاذة علم الاجتماع كلية الآداب جامعة عين شمس هذه الظاهرة ليست حديثة إنما هي قديمة نسبيا وتنتشر بين الفئات المتواضعة فكريا و ثقافيا واجتماعيا هذه الفئات دائما تعطى اهتماما بالغ وخاصة بالجوانب الفرعية في الدين وتعتقد أن هذه الجوانب الفرعية من الاولويات ومن هذه الجوانب التبرك بالصالحين ونذر النذور والأضحية وتقول أن هذه الفئات لديها خلط شديد بين التبرك بالصالحين لما لهم مكانة عظيمة عند خالقهم وبين أنهم بشر غير عادين لديهم قدرات خارقة يستطيعون تغير القدر الذي هو بيد الله وتشير إلي أن الناس رغم التقدم التكنولوجي والعلمي الهائل في حاله ردة عقلية وفكرية يصدقون أي شئ يقال لهم دون تفكير وبخاصة في النواحي الدينية فإذا قيل لهم أن هناك شجرة مباركة سيتجمع الناس حولها دون تفكير فما الحال مع أولياء الله الصالحين الذين يعرفون قربهم من الرسول الكريم وعن أكثر الأضرحة التي يزورها الناس هو ضريح الإمام الشافعي والمقام الخاص به ملئ بالنقود والأحجبة وعن دور الإعلام في معالجة الظاهرة تقول ان الإعلام يهتم أكثر بالنواحي الأساسية في الدين أكثر من الجوانب الفرعية كالتبرك بالصالحين فيجب ان يكون للإعلام دور ايجابي في توجيه الناس بما يحدث أثناء زيارة المقام وإقناعهم بعدم ممارسة سلوكيات خاطئة كالسحر والتعاويذ وعن كيفية معالجة الظاهرة اجتماعيا تؤكد على ان في بعض المشكلات المجتمعية يكون معرفة الأسباب تكفي لحلها فإذا كان الناس يذهبون للتوسل بزيادة الرزق فإذا توفر لهم الرزق لن يذهبوا
الزيارة مباحة.. والصلاة ليست باطلة
وعن رأي الدين يقول فضيلة الشيخ "احمد سليمان عمر" أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف أن زيارة المساجد التي بها قبور أولياء الله الصالحين مباحة ولا حرج في ذلك من غير إتيان شئ أو سلوك يخالف الشرع الشريف
ويؤكد أن الصلاة في المساجد التي بها قبور ليست باطلة والصلاة عبادة لها أركانها وشروطها لتكون صحيحة يترتب عليها أثارها وعليه إذا كانت الصلاة بمسجد به قبر وكانت الصلاة لله سبحانه وتعالي ولم يسجد فيها للقبر علي جهة التعظيم والعبادة فالصلاة صحيحة لان وجود القبر لا ينافي أركان أو شروط الصلاة ومازال الناس سلفا وخلفا يصلون بالمساجد التي بها قبور وأول هذه المساجد المسد النبوي الشريف وأكد علي أن هناك خلط شديد في فهم المعني الاستدلالي للأحاديث النبوية الشريفة فقد قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "والفهم الصحيح له والذي اجمع عليه المحققون من أهل العلم أن اليهود والنصارى استحقوا اللعن لأنهم سجدوا لقبور أنبيائهم علي جهة التبجيل والتعظيم و العبادة كما كان حال المشركين في سجودهم للأوثان وقد قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم "اللهم لا تجعل قبري وثناً يصلي له اشتد غضب الله علي قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "ولفظ المساجد الوارد في الحديث يشير إلى مواضع السجود وليست المساجد التي يصلي بها المسلمون

تحقيق ساره حمدى

0 تفاعل معنا: