الاثنين، 9 يونيو 2008

المرأة المصرية .. مأذونة


تسعى المرأة المصرية الى الحصول على حقوقها فى المجتمع فى جميع النواحى بدءا من التعليم و القضاء على الختان و طلب الخلع و اخيرا تولى المناصب القيادية فى العمل التى كانت حكرا على الرجال مثل الوصول الى العمل كقاضية ووكيلة نيابة ووزيرة فى ظل الديمقراطية و حصول المراة على حقها فى ميدان المساواه بالرجل ,و لكن الجديد هو أن تشغل المرأة مهنة الماذونة.
تقدمت امل سليمان(32سنة) الحاصلة على ليسانس حقوق و ماجيستير فى القانون و المقيمة فى محافظة الشرقية الى وزارة العدل لكى تحصل على الموافقة لتعمل كماذونة شرعية و ذلك بعد وفاه عم زوجها الذى كان يعمل ماذون القرية. فقامت بعمل كل اللاجراءات اللازمة و تخطت كل الصعوبات و جمعت 12 شهادة من رجال قريتها بحسن سيرها و سلوكها و تفوقت على 10 رجال كانوا متقدمين معها لشغل هذه المهنة و الذى دعمها هو حصولها على اعلى مؤهل (ماجيستير فى القانون)
و تضيف امل انها سوف تحاول ان توازن بين واجباتها الزوجية تجاه زوجها و ابنائها و بين عملها كماذونة,كما انها تتمنى الاتطلق احدا و ان تعقد زيجات سعيدة و ناجحة و موفقة.
الشرع يؤيد الماذونة
اصدر الدكتور على جمعة مفتى جمهورية مصر العربية فتوى رسمية اباح فيها عمل المراة فى مهنة الماذون لعدم تعارض ذلك مع احكام الشريعة الاسلامية.
وقال ان للمراة الرشيدة ان تزوج نفسها و غيرها و ان توكل فى النكاح طالما توافر فيها شرطا العدالة و المعرفة لان التزويج خالص حقها و هى عندهم من اهل المباشرة و ذلك بعد الاستناد الى مذهب الامام ابى حنيفة النعمان و استشهد بقول الله تعالى (فاذا بلغن اجلهن فلا
جناح عليكم فيما فعلن فى انفسهن بالمعروف) و قوله تعالى: (حتى تنكح زوجا غيره) و قول النبى صلى الله عليه وسلم: (الايم احق بنفسها).ويوضح الدكتور على جمعة ان مباشرة المراة عقد النكاح ثابتة شرعا فيما روى من ان امراة زوجت بنتها برضاها الاولياء فخاصموها الى على بن ابى طالب(رضى الله عنة وكرم وجهة)،فاجاز النكاح ، وما ان السيدة عائشة (رضى الله عنها) زوجت بنت اخيها عبدالرحمن من المنذر بن الزبير ، كما ان خنساء بنت خذام انكحها ابوها وهى كارهة فرد النبى (صلى اله علية وسلم). كما ان الفقهاء قد اجمعوا على ان الحاكم له ان يزوج بدلا من الولى عند فقدة او حتى قالوا (الحاكم ولى من لا ولاية له )
كما ان الاعذار الشرعية للمراة لاتمنع من عقد القران او اشهار الطلاق خاصة ان التحريم هنا مقصور على لمس المصحف الشريف فى حالة الحيض و اركان الزواج ر تقتضى الطهارة الكاملة و يضيف انه يجب على المراة الماذون ان تلتزم بالضوابط الاخلاقية الاسلامية اثناء اختلاطها بالرجال مثل الاحتشام و الوقار.
المرأة كفء لتعمل ماذونة
يؤكد الاستاذ عادل حلمى المحامى بالنقض و الدستورية العليا ان لائحة المأذونيين لا تمنع المراة من ان تعمل فى هذه المهنة. فوظيفة المأذون أنشات حفاظا على الحقوق الزوجية للمراة والرجل معا وحفظا للأنساب والالتزام بالعهد والحقوق ,وبما انة عمل يقوم به الرجل وعمل شريف, فليس هناك ما يمنع ان تقوم به امرأة أيضا , لان العمل حق لكل انسان رجلا كان أوامرأة . ويضيف ان لوظيفة المأذون شروط خاصة وهى أن يكون مؤهلا , وان يكون أزهريا أو دارسا للحقوق والقانون , وأن يكون ملما بعلوم الفقة وأن يججيد الكتابة والا يكون معاقا اعاقة تمنعة من مزاولة عمل المأذون , ويشترط تولية المأذونية ان يجتاز مسابقة تجرى لذلك , وبعدها يؤذن له من قبل وزير العدل بمزاولة توثيق عقود الزواج فى السجلات الخاصة بها , والمرأة كفء لكل هذة الامور. فالقانون والشرع لا يمانعها من مزاولة هذة المهنة , ولكن المشكلة فى مجتمعنا هى الاعراف والتقاليد التى جعلتنا نربط وظيفة المأذون بالرجل فقط ومن الصعب تغيير هذة الاعراف بسهولة.

المجتمع يقبل بالتعود
يقول دكتور سعيد ناصف استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ان المجتمع اعتاد على شكل معين للماذون بملابس مميزة كالعمة و الجلباب و لكن عندما تتولى المراة هذه المهنة ستكون فى البداية شىء غريب على المجتمع و لكنه سيتعود على هذا الامر عندما تشغل هذه المهنة اكثر من امراة كما حدث عندما تولت المراة منصب القضاء و تباينت ردود الافعال تجاهه و لكن مع الوقت قبلوا الوضع و اصبح امرا طبيعيا و كانه معمول به منذ الازل.
المأذون يرفض
يقول الشيخ شوقى عبده الساهى ماذون شرعى ان مهنة الماذون يصعب على المراة القيام بها كعقد الزيجات فى المساجد و انتقالها بين القرى فى الارياف بالاضافة الى الاختلاط بالرجال و التاخر لساعات خارج المنزل.ويضيف ان مهنة المأذون مهنة مستحدثة , فلم يكن ايام الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يقوم بتزويج المسلمين بنفسة ثم بعد وفاتة قام الولاة بهذة المهمة ثم القاضى وبعد ذللك جاءت وظيفة المأذون وأصبحت تابعة لوزارة العدل , ومهمة المأذون توثيق عقود الزواج والطلاق.
رفض الرجال و تاييد النساء
يقول محمد احمد 30 سنة ان عمل المراة كماذونة شىء مستحدث علىتقاليدنا وعاداتنا و قال لله تعالى: (الرجال قوامون على النساء).
يضيف مصطفى محمود35سنة ان المراة لم تترك اى عمل يمارسه الرجال فقط فهى اقتحمت كل المجالات و لكنى افضل ان تنجح المراة فى تربية اطفالها بدلا من ان تنجح فى عملها.
توضح شيماء احمد 21سنة انا سعيدة جدا بان المراة فى تقدم مستمر و مستعدة بان ماذونة هى التى تعقد عقد زواجى كدليل على تاييدى و سعادتى بان المراة تعمل فى هذه المهنة.
تقول ايه محمد 20 سنة هذا شىء جميل و ان شاء الله حنوصل لرئاسة الجمهورية .فيجب علينا أن نعرف أن المراة نصف المجتمع لذلك يجب الا نحد من عزيمة المرأة وقدرتها على الخوض فى جميع المجالات, اذن فلابد من افساح المجال اليها فى كافة مناحى الحياه.

تحقيق: دينا ابراهيم

0 تفاعل معنا: