الاثنين، 9 يونيو 2008

"ذهب" ولم يعد



تمتد علاقة الذهب بالمرأة منذ قرون طويلة حيث يتميز هذا المعدن ببريق ولمعان يجذب المرأة إليه كمادة تفخر باقتنائها له وأصبح من الشروط الأساسية للزواج في معظم أنحاء العالم ولكن ارتفاع ثمنه الذي وصل إلى 151 جنيه للجرام الواحد جعله من الأسباب الرئيسية للعنوسة والعزوف عن الزواج أو الزواج من أجنبيات ولكن أتسأل هل يمكن أن يحل الذهب محل العقل لكي يفشل الزواج بسبب الذهب؟ وهل ترى المرأة قيمتها الحقيقية في مجهراتها؟! فالشبكة الحقيقية التي يقدمها الرجل للمرأة هي سلاسل من الحب وساعة من الشوق وأساور من الإخلاص.


وتقول منال رفاعي 44 عاماً وكيلة بمدرسة إعدادية إن ارتفاع الأسعار له تأثير سلبي على المجتمع فبالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها إلا أن غالبية الأسر المصرية مازالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها تجاه الشبكة ولا توجد مراعاة للظروف الاقتصادية السيئة وقد نسوا حديث الرسول صلي الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
شبح العنوسة
تقول ريهام أحمد 25 عاما موظفة أنها أضطرت إلى القبول بشبكة بسيطة جداً تتكون من دبلة ومحبس وخاتم مراعاة لظروف خطيبها كما أنها لا تريد أن تجد نفسها وصلت إلى سن العنوسة فقامت ببيع مجوهراتها القديمة حتى تساعد خطيبها في إكمال الشبكة.
وأضاف محمد ممدوح 27 عاما يعمل مندوب مبيعات بإحدى الشركات أن ارتفاع الأسعار يمثل عائق أمام زواجه لأن إذا تقدم إلى أي أسرة لخطبة ابنتهم سيجد قائمة من الطلبات الهائلة إضافة إلى شبكة تليق بابنتهم وهو يتمنى أن تتهاون الأسر في هذا الأمر حتى تقل العنوسة.
زينة وخزينة
وأوضح هشام عبد الخالق 52 عاماً موظف أن ارتفاع أسعار الذهب شيء مزعج وخاصة إصرار الأسر على احضار شبكة كاملة دون مراعاة لظروف الشباب وأضاف أن لديه ثلاثة بنات ولن يشترط لمن يتقدم لخطبتهم أن يشترى شبكة ثمينة لكن ما يهمني هو الأخلاق الحسنة والآن كل من لديه ذهب فلديه ثروة ثمينة.
وتقول رحاب أحمد 35 عاما ممرضة أن هذا الارتفاع للذهب في تزايد مستمر ولا أحد يعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذا الارتفاع لكن بالرغم من هذا الارتفاع فإني دائما ما أحرص إذا تبقي لدي أموال أن أقوم بشراء الذهب فهو كما يقال زينة وخزينة.

أسعار عالمية
يقول أ. عبد الله عبد القادر رئيس شعبة تجار المعادن الثمينة والأحجار الكريمة بالغرفة التجارية بالقاهرة أن تحديد أسعار الذهب يأتي من الخارج من البرصة العالمية فإذا حدث ارتفاع للأسعار في الخارج فإنه ينعكس على مصر وباقي الدول حيث توجد شاشات للبرصة في كل دولة فإذا تقرر البيع بسعر معين فتقوم جميع الدول بالبيع بهذا السعر لإنه في حالة تخلف دولة ما عن هذا السعر يتم سحب الذهب ومصادرته خارجها كما أضاف أيضا بأن تحديد أسعار الذهب مرتبطة بحركة السوق أي العرض والطلب وكذلك توجد عدة عوامل اقتصادية وسياسية وتجارية مثل احتلال أمريكا للعراق بحيث ينخفض سعر الدولار ويرتفع سعر الذهب أو العكس فهي علاقة عكسية وبالنسبة لتأثير ارتفاع الاسعار على حركة الشراء فقد تأثر كثيرا من حيث كان الرجل يشترى الذهب للمرأة في المناسبات المختلفة مثل عيد الأم وعيد الحب وأعياد الميلاد أما الآن بنفس القيمة المالية أصبحت لا قيمة لها في سوق الذهب.
عرض وطلب
يقول البير فاروق صائغ بالصاغة يزاول المهنة منذ 20 عاما أن ارتفاع اسعار الذهب بدأت منذ حوالي 7 سنوات وارتفاع الأسعار عالميا يحدث نتيجة عدة عوامل اقتصادية وسياسية فالعوامل الاقتصادية مثل ارتفاع أسعار البترول والذهب له علاقة أيضا بارتفاع أسعار العملات وكذلك فهو مرتبط بحركة السوق أي العرض والطلب.
والعوامل السياسية مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر واحتلال أمريكا للعراق والملف النووي الإيراني وقد اثر هذا على القوة الشرائية التي انخفضت بنسبة 50% وبالنسبة للتوقعات فهي صعبة ولا يوجد شيء يسمى بتاجر الشبكة ولا يستطيع أحد القيام بهذا.
ويشير أحمد وافي صائغ إلى أن ارتفاع أسعار الذهب له أسباب عالمية وأن أي نزاعات تحدث بين الدول تؤثر على سعر الذهب ونحن كتجار نتأثر بهذا الارتفاع كما يتأثر الزبون حيث أني كنت أبيع أكثر من 10 أطقم شبكة أما الآن إذا قمت ببيع شبكة واحدة فهذا شيء عظيم وتأجير الشبكة فلا أقوم به وإن كنت قد سمعت بهذا لكن لم أراه ومن صعوبات المهنة هي قيام بعض الأشخاص بسرقة بعض القطع الذهبية ثم يأتي إلينا لبيعها وفي هذا الشأن تقوم الحكومة بواجبها على أكمل وجه من خلال توزيع منشورات تحتوى على مواصفات القطع المسروقة.
تدهور الصناعة
ويوضح فوزي دسوقي صائغ يمارس المهنة منذ 25 عاما أنه بسبب ارتفاع اسعار الذهب هي أسعار عالمية وكذل تأثيرات ضريبة المبيعات وارتفاع أسعار العملات وبالنسبة لصناعة الذهب فقد تدهورت كثيرا بسبب أن الصناعة مازالت تقوم على الطرق البدائية وذلك لارتفاع أسعار الماكينات.
كلام من ذهب
وتؤكد الدكتورة أمنية حلمي الخبيرة الاقتصادية والباحثة في المركز المصري للبحوث الاقتصادية أن ارتفاع الأسعار البترولية والزراعية أنعكس بشدة على على السوق المحلي بالإضافة إلى تأثير عجز الموازنة العامة على ارتفاع الأسعار مما يؤدي إلى زيادة نسبة التضخم وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل المستهلك في ظل عدم وجود مصادر حقيقية لدي الدولة لسد العجز المحلي.
كما أضاف المتخصصون في صناعة الذهب بأن الذهب في مصر يحتاج إلى دعم وتدخل من الدول لتحمي سوق الذهب المصرية من الغرق وذلك من خلال تخفيض ضريبة المبيعات التي تصدرها مصلحة الضرائب حتى لا يؤدي لإرتفاع الذهب حيث أن المشترى يقوم فقط بالنظر إلى سعر الذهب الذي يدفعه ولا ينظر إلى إنه توجد ضريبة مفروضة علينا تجعلنا نضطر إلى رفع قيمة الدمغة والمصنعية.

تحقيق: ساره سيد

0 تفاعل معنا: