الاثنين، 16 يونيو 2008

عزيزى المواطن اذا كنت بلا كوسه فاعلم انك فى حوسه


تخيل نفسك حاصل على الليسانس بتفوق وحاصل على ماجستير وقمت بالتقدم لوظيفة في مجال دراستك واجتزت بالمقابلة الشخصية بعد ذلك عند مطالعتك لكشوف المقبولين وجد أن هناك من تخطاك في تعيين وذلك ليس لسبب توفقه ولكن بسبب وجود واسطة استطاعت أن تضعه في تلك الوظيفة بكل سهولة وهذا بالفعل ما حدث لأحد من الخارجين من كلية الحقوق جامعة طنطا.
فأصبحت الآن الواسطة والمحسوبية مشكلة كبيرة ومنتشرة في المجتمع المصري بل وتخطت حد الظاهرة وأصبحت أسلوب حياة يتبعه الناس للحصول على وظائف مهما كان حجمها أو موقعها.



يقول محمد أحمد أنا خريج دفعة 2003 قمت بالتقديم لنيابة دفعة تكميلية ولم أوفق ولكن كان معي زميل لي تقدم ونجح فقط لأن والده مستشار والذي يحدث في البلد في الفترة الحالية يعتبر اكبر ظلم لأصحاب الكفاءات والمهارات ومن وجهة نظري الكفاءات العلمية هي التي يجب أن تتولى المناصب حتى ولو كان والده (غفير) طالما أثبت جدارته لتولى المنصب فهو يستحقه.
ويقول: مسعد على أحمد أعتبر نفسي من ضحايا تلك المشكلة فلم أجد لنفسي مكاناً في التليفزيون المصري رغم إني كنت من العشر الأوائل في دفعتي وتقديري امتياز بمشروع ولكن للأسف فأغلب الناس مهما وصلوا إلى مرحلة متقدمة من التفوق والخبرة في أي مجال فيكون كل ذلك ليس له قيمة بدون كارت الواسطة الذي أصبح يسأل عنه قبل السؤال عن الشهادة والخبرات وهذا هو السبب الرئيسي في مأساة الشباب حالياً رغم تفوقه في كافة الميادين.
ويؤكد محمد 25 سنة أن انتشار الأخلاقيات غير الحميدة مثل الفساد والرشوة والواسطة في التعيين للوظائف فذلك يؤدي إلى وضع أشخاص غير مناسبين في مختلف الوظائف فأصبح معيار الاختيار في العمل ليس على أساس الكفاءة ولكن على أساس الرشوة والواسطة.
ويقول: إيهاب عبد الوهاب أن الواسطة شئ منتشر في مجتمعنا بشكل كبير ولكن ليس له علاقة بالبطالة لأن ما نعيش فيه اليوم هو بطالة اختيارية لأن أي شاب لو أراد العمل وأصر على ذلك فبإمكانه أن يعمل لذا فان العاطل عن العمل لا يعمل (بمزاجه) والواسطة تعتبر ظلم لمن يملكها ومن لا يملكها فهي ظلم لمن يملكها فإنه لم يتحمل مسئولية موقعه لسهولة حصوله عليه وظلم لمن لا يملكها لأنه من الممكن أن يكون أفضل ممن يملك الواسطة ولكن لا تتاح له الفرصة.

أما زينب الديب فتقول: أن الشعب المصري لا يستطيع العيش بدون الواسطة وهي تعتبر سبب من أسباب البطالة لأنه لا يوجد أحد يعمل بشهادته.
وتقول: علياء محمد أنه من الممكن استخدام الواسطة للحصول على عمل ولكن بشرط وجود اختبارات لإثبات مهارة وكفاءة الشخص المتقدم للوظيفة.
تؤكد الإحصائيات أن هناك حوالي 90% من أبناء الأطباء يمارسون نفس مهنة أبائهم ونفس النسب في وظائف عديدة وكل هذا أدى إلى حرمان الشباب المتفوق دراسياً وعلمياً من اخذ حقوقهم وفرصهم في شغل تلك الوظائف.
يوضح المستشار/ صبري البيلي أن هذه الظاهرة أصبحت مؤسفة بالفعل ولم نكن نعاني منها من قبل في مصر على هذا النحو فلا شك أن كل طائفة ظهرت فيها المحسوبية للأبناء نتيجة إن الآباء يخشون على أبنائهم من ألا يجدوا وظائف فاتجهوا لوضع أبنائهم مكانهم.
يؤكد طارق فاروق مهندس أن هذه الظاهرة لن تنتهي إلا بوجود قانون رادع ووجود رقابة إدارية صارمة لمنع هذه المجاملات.
وتعترف د. داليا أنور مدير العيادات وشئون الأطباء بمستشفي العجوزة إنها تعينت عن طريق الواسطة ولكن عن كفاءة وإنها من الممكن أن تقوم بالتعيين بالواسطة ولكن يجب أن يكون الشخص المتقدم للوظيفة مؤهل لها ولديها الخبرة فيها أما إذا كان غير كفء فحرام أن أقوم بتوظيفه.
وقد كشف استطلاع رأي أعده مركز المعلومات بمجلس الوزراء أن 70% من فرص العمل المتاحة بالسوق تأتي عن طريق الواسطة والمعارف والأصدقاء والباقي عن طريق الإعلانات.
كما اكد خبراء الاقتصاد على أن تلك الظاهرة أثرت بشكل كبير على عملية التنمية في مصر كما أنها هي الطريق المؤدي إلى تفشي الفساد في المجتمع وخلق روح الانتهازية لدي الأشخاص المحظوظين الذين يحصلون على وظائف بالواسطة ويخلق روح للحقد والكراهية والسلبية لدي الشباب الذي لا يملكون الواسطة للحصول على وظيفة مناسبة.
وبأخذ رأي الدين في تلك المسألة فقال الأستاذ/ على عبد الله إمام وخطيب مسجد ومدرس مواد شرعية.
قال الله تعالي: )وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ(. ويتضح من خلال هذه الآية الكريمة انه من الممكن مساعدة الناس للحصول على حق يستحقونه أو مساعدتهم في الحصول على وظيفة هم كفء ليها أما مساعدتهم للحصول على وظيفة هم ليسوا كفء لها فهذا هو الإثم.
تحقيق:كريمان عبد الرحيم

0 تفاعل معنا: