السبت، 14 يونيو 2008

ملــــــوك الزبــــالة

يخرج عم روماني فجر كل يوم مع ابنه بعربة الزبالة لكي يبحث عن لقمة عيشه في الزبالة فيمر علي كل صندوق وكل عمارة ليأخذ ما بها من كرتون وزجاج وأكياس بلاستيك وغيره ثم يحمله علي عربته عائداً إلي بيته سعيدا محملا بتلال القمامة وكأنه يحمل تلال ذهب .
ان ملوك الزبالة يغوصون فيها عالمين جيدا انها مصدر رئيسى للدخل المصرى


ويقول عم رومانى" أقوم بجمع الزبالة من الشارع لأن الناس يرفضون إعطائى إياهابعد إضافتها على فاتورة الكهرباء،ولم يخطر ببالى قط أن أترك هذه المهنة لأنها مربحة جدا " كما ذكر أنه يبيع طن البلاستيك بـ400 جنيه بينما طن الزجاج بـ600 جنيه .
ونموذج آخر من امبراطورية الزبالة وهو ماهر موسى فهو موظف ولديه ماكينات لتكسير البلاستيك وأخرى لتنقيته من الشوائب وهو يتعامل مع مصانع كبيرة مثل ( الهلال والنجمة ) ، ويقول " أنا عندى ثلاث أولاد كلهم فى مدارس فرتسية وبعد عودتهم منها يساعدوننى فى فرز البلاستيك".
توجد امبراطورية الزبالين فى منطقة الزرايب علي سفح جبل المقطم والتي تحتوي علي ثلث قمامة القاهرة و يقوم ملوك الزبالة فيها بمهنة يفخرون بها و يعتبرونها من أهم مصادر الدخل التي تعود إليهم وهي جمع وإعادة تدوير القمامة، إن معظمهم لا يعرفون القراءة والكتابة لكنهم يعرفون جيدا أهمية عملهم ويفخرون به بل ويحاولون دائماً أن يتماشوا مع التقدم المستمر فمنهم من حصل علي شهادات الدكتوراه والماجستير ومازالوا متمسكين بمهنتهم .
شهادات من الزبالة!!
ماري فرنسيس خريجة كلية العلوم قسم فيزياء جامعة عين شمس تقول والدي صاحب البيت، يعمل في فرز البلاستيك وغسيله وأنا أعوانه في ذلك لتصنيف البلاستيك كما درسته في كليتي ، أسعي للوصول إلي مادة أقرب للمادة الخام، وعندنا ماكينات لصناعة الشماعات والأكياس البلاستك .
أيضاً من أهم رموز هذه المنطقة دكتورة ليلي اسكندر قضت بها 25 عام وتخرجت من كلية اقتصاد وعلوم سياسية لجامعة القاهرة ، وأسست جمعية " رجال جامعي القمامة " بالمنطقة تقوم هذه الجمعية بتعليم الشباب كيفية إعادة التدوير للمخالفات ، كما ذكرت أنه لا يوجد حتى الآن خطة رسمية لكي نستثمر القمامة الموجودة في مناطق تجمعها أيضاً لا يوجد صندوق اجتماعي في دعم المشروع ، وأن هذا المشروع مقتصر علي الأفراد والجمعيات الأهلية علي الرغم من أنها تؤكد أن هذا المشروع مربح للغاية وأنه يوفر 35 ألف فرصة عمل ومازال الأمر علي هامش عقولنا ، وتضيف أن الإجراءات في مصر والدعم يأخذ وقت طويل جداً .
صـــــناعة الـورق والســجاد
شرحت إخلاص ويليام وهي مسئولة المبيعات بجمعية حماية البيئة كيف يتم صناعة الورق والسجاد من القمامة حيث أنهم يأخذون بواقي الأقمشة من المصانع ويقومون بفرزها ثم يقومون بصناعة السجاد منها ، أما الورق فيتم جمعه من الزبالة ثم يدخل في ماكينة لطحنه وتحويله إلي عجينه ويتم إضافة قشر البصل أو قشر التفاح لكي يعطي له لون مختلف وجميل ، في النهاية يستخدمون هذا الورق في عمل شنط هداية وكروت وغيرها ويعود إليهم من بيع الورق فقط 300 ألف جنيه في السنة معتمدين في بيعه علي الأجانب .
كــل محافظة مسئولة عن زبالتها
ذلك ما قاله المهندس / أمين السيد الخيال مدير عام الإدارة العامة للمخالفات للوزارة البيئة قائلاً أن الوزارة غير مسئولة عن هذا المشروع والمسئول الوحيد هو المحافظات وأن الحكومة لن تستطيع تلبية رغبات الجمهور في إدارة المخلفات قائلاً : الحل هو الخصخصة علي الرغم من تأكيده المخلفات المتولدة سنوياً في مصر 60 مليون طن وهذا كافي لكي يعيد دخل كبير من إعادة تدويرها فيقول أن طن البلاستك يعود من 700-900 جنيه ، بينما زجاج من 40-70 جنيه والسماد يعيد 40 -240 جنيه.
و من جهة مدير إدارة تدريب الجهات غير الحكوميةمحمد أحمد علي فقال أنهم يقومون بعمل دورات تدريبية للاستفادة الاقتصادية من المخلفات الصلبة.
أما المهندس / أيمن الرفاعي بصندوق حماية البيئة فرد قائلاً : نحن لدينا 20 ألف جمعية أهلية يتمني الاتحاد الإقليمي أن يكون 10% منه فقط نشط ، إنهم يشتكون من عدم تمويل الدولة لهم وهم في الأساس لا يعملون !!
في النهاية لدينا ثروة قومية غير مستغلة تمثل عبئاً علي الدولة للتخلص منها بدلا من إعادة تدويرها وتحويلها إلي موارد أكثر قيمة كالسجاد والورق والسماد .
فهل مازالت الخصخصة هي الحل ؟

تحقيق : سارة عبد المجيد

0 تفاعل معنا: