الجمعة، 6 يونيو 2008

ضحايا الاعتقالات .. موتى على قيد الحياة

عندما تروى لفلان ان فلان قد اعتقل ترى فى عينيه مشهدا يصور مكان لا معنى له ولا طعم ،مكان منعزل عن كافة المؤثرات الخارجية ، على الرغم من ذلك فهو يجمع اشخاصا مختلفون فى الأفكار والتوجهات والانتمائات فمنهم سجناء الرأى ومنهم سجناء بلاهوية ومنهم رجال الاعمال ومنهم تجار المخدرات ، وقد ترى فى عين احدهم نظرة التحدى ولاثقة والصبر أما الاخر فترى عينيه مليئة بالخوف والرعب والدموع ، فهو مكان يحمل الذعر والالم الى رواده واسرهم وعلى الصعيد الاخر يحمل مفهوم الحفاظ على الامن القومى .


هذا هو وصف ا حدى زوجات المعتقلين (د.منى صبحى ) زوجة الدكتور ورجل الاعمال (ضياء فرحات) لما حدث لزوجها اثناء اعتقاله .
فقد روت لنا أن الامن كان يخطط لضربة مادية موجعة وظهر ذلك من خلال اسلوب بحثهم عن اشياء لم نكن نعلم عما هى ، وعلمنا بعد ذلك انهم كانوا يبحثون عن كل ما خف حمله وغلا ثمنه حتى انهم اخذوا وصل الكهرباء و وصل الايجار فقد استمر التفتيش لمدة ساعتين يفتشون كل كبيرة وصغيرة حتى كتب الاولاد لم تسلم من هذا التفتيش المؤذى للغاية .
وقد اضافت ان المعتقل سواء كانت المعاملة فيه سيئة او جيدة فهو مكان كئيب لا طعم ولا معنى له وشئ مزعج ان اذهب انا واولادى الى هذا المكان وسط السارقين وتجار المخدرات ونواب القروض .
ومن مواطن القوة اكتسابنا مؤيدين وانصار لم نتخيل يوما ان يتعاونوا معانا ، فمثلا تعاون( سيندى شيهان ) معنا ( وهي حقوقية امريكية) جاءت الى مصر للمطالبة بوقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وعدم ايقاع اى اذى مادى او مالى على اسر المعتقلين و ارسلت للسيدة سوزان مبارك خطابا بعنوان ( رسالة من ام امريكية الى ام مصرية ) ، وكذلك (د. فيوليت داغر ) رئيسة اللجنة العربية لحقوق الانسان التى حاولت اكثر من مرة حضور جلسات المحاكمة ولكن كان يتم منعهم من الدخول الى قاعات المحكمة .
عن مصادرة اموالهم قالت انها بالطبع اثرت عليهم تاثيرا سلبيا ليس عليهم فقط ولكن على العاملين عندهم من خلال وقف المصالح والشركات التى اضرت بالاقتصاد الوطنى .
جحافل الامن المركزى
اتى جحافل من الامن المركزى الى بيتنا فى منتصف الليل فايقظنا من نومنا وروع اطفالنا ففوجئنا برجال امن الدولة والضباط يحملون فى وجوهنا الرشاشات وعبثوا فى كل كبيرة وصغيرة حتى عب الاطفال !! استولوا على اجهزة الكمبيوتر والمحمول وعلى كافة الاموال الموجودة فى المنزل حتى فى حقائبنا نحن الفتيات . "هذا ما جاء على لسان سارة خيرت الشاطر عن تفاصيل يوم الاعتقال"
وقد اضافت ساره خيرت الشاطر ان تولد الى اسرتها شعور سلبى تجاة ضباط الامن المصرى نظرا لما فعلوه نحوهم ، اما الاثر الايجابى فاصبح الاطفال على قدر كبير من الوعى و المعرفة بكل ما يجرى حولهم . و ان التعامل اثناء الزيارات لا يؤثر على شعورنا فهو سجن .
ولكنى تعرضت لضغط شديد اثناء اعتقال والدى حين تم عقد قرانى وذهبت الى ابى فى السجن لاحتفل معه ثم تحول هذا اليوم الى يوم بكاء والم وياتى رجل الامن ليمنعوا دخول زوجى حتى لا تتم فرحتنا !.
اما عن الحالية الصحية لوالدى تزداد تدهور يوم بعد الاخر وذلك لسوء المكان الذى يقيم فيه فهو يعانى من ارتفاع فى ضغط الدم وتضخم فى عضلة القلب بالضافة الى ارتفاع السكر فى الدم .وهذا هو حال اسر ومعتقلى سجناء الرأى .
تحجيم الصوت الاعلامى
اختطفته اجهزة الامن من مكتبه بعد دقائق من لقائه مع السيدة ( فيوليت داغر ) رئيس اللجنة العربية لحقوقو الانسان ......... هو المهندس (خالد حمزة) دينامو المحاكم العسكرية كما اطلق عليه اصدقاءه فهو مدير موقع ( ikhwan web) نظرا لدوره الاعلامى البالغ فى تحريك قضية عسكرية على المستوى الحقوقى والاعلامى بمقالاته التى تم نشرها فى دوريات عالمية عديدة ، وقد جاء اعتقال حمزة قبل ايام من اصدا رالحكم بهدف تحجيم الصوت الاعلامى الذى ازعج النظام بشدة .
سجناء بلا هوية
روت لنا والدة شاب فى مقتبل العمر تم اعتقاله مرتين على التوالى بدون توجيه اى تهم له ( أوكما قالت بلاهوية ) وقد شددت على عدم ذكر اسمها او اسم ابنها نظرا للرعب المخيم على عينيها فقالت ان اعتقال ابنها جاء ضمن حملة قام بها الامن فاخذ (العاطل والباطل) وتم حبثه لمدة دون ان يعرفو بمكان وجوده ن وبعد خروجه يعيش حالة من الرعب اوصلته الى التزام الصمت حتى عما حدث معه داخل المعتقل والان يذهب لطبيب نفسى ، حاليا بيوتنا مالنا و عرضنا و اولادنا مباحة للامن فى اى لحظة ، لوعندهم جودة فى التحرى مكنوش خدوا مظلموا ، كان هذا هو ختام كلام الوالدة وهى فى حالة من الذعر على ولدها من كتابة هذه السطور .
انا طبيعى.. لأ انا مش طبيعى
هذه حالة روتها لنا (د. منى حامد) طبيبة نفسية بمركز النديم للتاهيل النفسى والتعذيب فهو ضمن مجموعة من المعتقلين اتفقو اعلى الذهاب الى طبيب نفسى بعد الخروج من المعتقل ، فبستمرا ر يسال هذا السؤال (انا طبيعى ؟ ) وذلك نظرا لدرجة الحرمان التى عاشها بعيدا عن المؤثرات الخارجية .
واكدت ان هناك اثار نفسية عديدة يفرزها الاعتقال سواء نتيجة ل(طول المدة أو التعذيب ) مثل الذاكرة المرتجعة ، العصبية ، الزهق والاكتئاب ، الخوف ، التجنب . فكل ما يمر به الشخص المعتقل لا يستطيع العقل استيعابه لانه ليس له علاقة بخبراته السابقة ، وهناك ايضا اثارا اجتماعية يفرزها الاعتقال كعدم قدرة المعتقل على الزواج ومواجهة المجتمع لدرجة عدم تمكنه من التعامل مع اهله، فمثلا شخص اعتقل وهو فى الثانوية العامة وخرج بعد ان اصبح رجلا بطبيعة مختلفة و لم يعد ذلك الطفل الذى اعتادوا على التعامل معه .
لكن فى الفترة الاخيرة اصبح لدى المجتمع وعيا بحقوق الانسان وهو ما يساعدنا فى الوصول الى تلك الحالات بالاضافة الى التعاون بيننا وبين المراكز القانونية مث مركز هشام مبارك .
بدون تعليق
اعلن طارق زغلول مدير وحدة العمل الميدانى بالمنظمة المصرية لحقوق الانسان ان عدد معتقلى السجون المصرية لا يقل عن (12 الف ) معتقل وفقا لاحصاء اجرته المنظمة مؤخرا وان معظم المعتقلين يعانون من امراض عديدة حيث ان المنظمة تلقت شكاوى كثيرة تدور حول سوء الحالة الصحية للمعتقلين .

تحقيق: زينب فوزى

0 تفاعل معنا: