الاحتباس الحراري علي مصر= اختفاء الدلتا و الساحل الشمالي

صوره مخيفه ترسمها كل التقارير التي تنبئنا بمخاطر التغييرات المناخيه علي مستقبل كوكب الارض و لكن ما هو نصيب الدول العربيه و علي رأسهم مصر من هذه الكارثه المتوقعه فقد
أصبح من الصعب أن نعكس عمليه تراكم الغازات المتسببه في الاحتباس الحراري حيث ان امامنا بضعه عقود فقط للتعامل مع التغيرات المناخيه التي مع مرور الوقت تكون كارثه مؤكده....
حذر تقرير برنامج الامم المتحده للبيئه الصادر في مايو 2007 الماضي بضروره حمايه سواحل البحر المتوسط و شمل التقرير التوقعات المناخيه التي ستحدث خلال العشرون عام القادمه و بصوره خاصه دلتا النيل و الساحل الشمالي لمصر و كان لنا في هذا الشأن حديث مع الدكتور توفيق عبد الحميد ".استاذ العلوم الفيزيائيه بكليه علوم جامعه عين شمس"
د\توفيق: الاحتباس الحراري بصوره مبسطه هو تراكم مجموعه من الغازات الناتجه من المصانع و العوادم المختلفه داخل الغلاف الجوي مما يمنع بعض أشعه الشمس من الانعكاس فيحبسها الي داخل الارض و يؤدي هذا الي ذوبان الجليد بالقطبي الشمالي و الجنوبي مما يرفع منسوب مياه البحار و يؤدي الي غرق العديد من الاماكن علي سطح الارض و قد بدأت بالفعل بعض الاماكن في الاختفاء مثل جرينلاند في امريكا الشماليه
البنك الدولي يحذر في لهجه شديده :دلتا مصر ستغرق بنهايه هذا القرن
و قد حذر البنك الدولي من ان ملايين المصريين قد يضطرون الي هجر منازلهم في دلتا النيل اذا ارتفع منسوب البحر المتوسط من 50 سم الي متر فسيؤدي ذلك الي غمر المناطق الساحلية في دلتا مصربمياه البحر خاصة وأن مياه البحر المتوسط ارتفعت صعودًا بمعدل 0.8 بوصة سنويًاوان فيضان البحر يهدد مصر من منطقتين أساسيتين في دلتا النيل، هما الظهير الداخلي لمدينة الإسكندرية (بحيرة مريوط والأجزاء الغربية من محافظة البحيرة)، علما بأن هذه الأراضي تقع دون سطح البحر، ومنطقة شمال الدلتا (بحيرة المنزلة وبحيرة البرلس) ، لا بسبب خطر ارتفاع مستوي البحر فحسب، بل أيضًا بسبب العواقب علي الموارد المائية والزراعية والمستعمرات السياحية والإنسانية، فبناء علي النمط السكني الحالي، من المرجح نزوح مليوني شخص علي الأقل من مناطق الدلتا الساحلية، بسبب الفيضانات وخسارة الأرض الخصبة,أما عن باقي الساحل المصري فمن المتوقع أن يؤدي ارتفاع البحر بين 0.5 متر إلى متر خلال القرن المقبل إلي ابتلاع البحر لحوالى 30% من مدينة الاسكندرية ومدينة بورسعيد هي الأخري مهددة بأخطار مماثلة، وقد نشر البنك الدولي مؤخرًا تقريرًا يؤكد على أنه في حالة هذا السيناريو الأسوء فإن منسوب البحار سيرتفع حوالى 4.9 متر مما يسبب دمارًا
مسئوليه الدول الصناعيه الكبري تتحملها الدول النامية
يقول د. توفيق ان المتهمون الاساسيون في هذه الكارثه هم الدول الصناعيه الكبري التي تخرج هذه الانباعثات مثل: ثاني اكسيد الكربون و الميثان و النيتروجين كما ان ظاهره قطع الاشجار في الغابات الاستوائيه و البرازيل و بيرو قد ادت الي تراكم هذه الغازات , أن البلاد تبحث عن مصلحتها من الدرجه الاولي و ذلك لان اتفاقيه كيوتو نصت منذ عشر سنوات علي ضروره خفض الانبعاثات لكل دوله بنسبه 5% و لكن امريكا رفضت تنفيذ هذه الاتفاقيه من اجل الحفاظ علي رفاهيه الشعب الامريكي و عدم تقليل مكاسبها فقد نصت الاتفاقيه علي استخدام الطاقه النظيفه مثل الطاقه الشمسيه او النوويه بدلا من استخدام الطاقه الملوثه و لكن تكاليف البدائل كبيره و ستأتي علي البلاد ببعض الخساره في مكاسبهم,كما ان دول افريقيا الوسطي تقوم بقطع الاشجار من اجل تجاره الخشب و من اجل توسيع الرقعه الزراعيه و قد ندد العديد لوقف قطع الاشجار و لكن لا أحد يسمع!! و‏ ‏قد‏ ‏توقع‏ ‏تقرير‏ ‏آخر‏ ‏وضعه‏ ‏مركز‏ ‏هادلي‏ ‏زوال‏ ‏ ان الغابات‏ ‏الاستوائية‏ ‏بحلول‏ ‏العام‏ 2050 ‏ستتحول ‏إلي‏ ‏صحراء‏ ‏ ‏، ‏وحيث‏ ‏إن‏ ‏الأشجار‏ ‏والنظم‏ ‏البيئية‏ ‏المرتبطة‏ ‏بها‏ ‏لاتستطيع‏ ‏الهجرة‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏عدة‏ ‏قرون‏ ‏فسوف‏ ‏يحدث‏ ‏نقص‏ ‏شديد‏ ‏في‏ ‏الغابات‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المناطق‏ ‏أيضًا‏ ‏والتي‏ ‏تعتبر‏ ‏الرئة‏ ‏الأساسية‏ للكره الارضيه ‏لامتصاص‏ ‏ثاني‏ ‏أكسيد‏ ‏الكربون‏.‏
الاحتباس الحراري و النشاط السياحي
أن مصر تتميز بموقع استراتيجي مميز فهي تقع علي البحر الابيض المتوسط و ايضا البحر الاحمر فلو ركزنا علي سواحل البحر الابيض و الاحمر المليئه بالشعب المرجانيه و هي مصدر جذب للسياح مع ارتفاع درجات الحراره من المتوقع ان يظهر ما يعرف بابيضاض الشعب المرجانيه و موتها نتيجه موت الطحالب المتكافله معها التي تمدها بالغذاء و ايضا ستجف شجيرات المانجروف كما ان هناك فنادق و منتجعات رائعه تطل علي السواحل المصريه و لذلك فالاحتباس الحراري سيؤثر سلبيا علي السياحه و هي مصدر دخل مصر الاساسي
رأي معارض
و بسؤالنا د. محمد محمود عيسي رئيس الاداره المركزيه لبحوث الارصاد الجويه عما كانت المشكله بالفعل بالغه الخطوره قال انها ظاهره تحدث بالفعل و تأثرت بها بعض الاماكن و قد تم وضع العديد من الدراسات بصدد هذا الامر و قد تم وضع اتفاقيات مثل ال اف سي سي بمؤتمر الارض عام 1992 و ايضا اتفاقيه الكيوتو بالمدينه اليابانيه"كيوتو" عام 1997 و اشترك فيها العديد من الدول و لكن بالنسبه لموضوع اختفاء الساحل الشمالي فهو امر غير مؤكد بالمره لاننا لا نرتكزعلي حقائق علميه راسخه و لكن كل ذلك مجرد تخمينات و انا اري ان كل وقت تحدث به تغيرات فمثلا قدوم الفيضان مبكرا فسره البعض علي انه من ضمن شواهد الاحتباس الحراري و لكن هذا شيء غير مؤكد ففي اوقات كثيره اتي الفيضان مبكرا و احيانا اتي متأخرا انها مجرد دورات و قد استشهد بالايه الكريمه"و قال الملك اني اري سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف و سبع سنبلت خضر" نحن منذ القدم نتعرض لهذه الظواهر و لا شيء مؤكد فلا داعي لأحداث جلبه و نحن بهيئه الارصاد الجويه نقوم بعمليات رصد للجو و التغيرات المناخيه و يتم تناولها من خلال الشبكه الدوليه و لدينا لجنه علم المناخ و هي متخصصه و تتعاون مع المنظمه الدوليه للتغيرات المناخيه فلا داعي لأن نحدث جلبه و انا اري ان هذه مجرد اشاعات من وسائل الاعلام
حلول و لكن...؟
هناك حلول مقترحه سواء علي المستوي العالمي و المحلي , اقترح العديد مشروع بناء بوابه صناعيه علي مضيق جبل طارق و
سيشترك فيها العديد من الدول و لكنها ستحتاج الي وقت كثير من عشر الي خمسه عشر عاما و ايضا حاجز خرساني و لكن هذه المشاريع مكلفه و تحتاج الي مليارات و يقول د.توفيق لابد ان نتعلم كيفيه التأقلم مع المشاكل فنأخذ هولندا كمثل حي "نيزرلاندز" معناها البلاد الموجوده اسفل سطح البحر,حيث أخذت مساحة كبيرة من قاع بحر الشمال وأنشأت حاجزا يفصل بحر الشمال الشديد الأمواج عنها واستطاعت ان تزيد مساحتها الزراعية وابدعت في ذلك وتغلبت علي ملوحة البحر بطرق علمية‏ و لذلك فنحن نستطيع عمل أقلمه حياتنا علي كيفيه العيش في ظل ظروف مثل ذلك و كيف نستطيع الزراعه و التكيف و بدء حياه جديده
وراء كل جدار مظلم بصيص من الامل فكل ما علينا فعله هو الدعاء ان تكون هذه الاحصائيات و التوقعات غير صحيحه و ايضا اهميه الوعي بخطوره الموقف لأن الوقت يمر و لا شيء يحدث مجرد مؤتمرات حول العالم ورغم اختلاف العلماء علي ميعاد وقوع الكارثه نحن نعلم انها ستحدث فكل ما علينا فعله هو ان نسأل الله" اللهم انا لا نسألك رد القضاء و انما نسألك اللطف فيه"
تحقيق :شيماء فاروق