الاثنين، 16 يونيو 2008

سعار الأسعار

سعار الأسعار

خلال الآونة الأخيرة انتشر وباء وبطريقة مزرية وأصبح حدث الساعة في مختلف الأوساط بالشارع المصري ولا يوجد رادع لهذا الوباء اللعين أنه "الغلاء" فالغلاء أصبح كالوباء منتشر في كل مكان وفي كل السلع دون تميز بين ما هو ضروري وما هو كمالي إن هذا الوباء جاء ليكوي ظهور المواطنين بأسعاره فأصاب الجميع فأصبح الغنى يشكو مثلما يشكو الفقير بعد أن أصابت حمى الغلال جميع السلع وفوضي الأسعار والاستغلال تسود الأسواق والمواطنين يصرخون ويطالبون بإتخاذ حل جذري لهذه المشكلة والحكومة صامتة فإلى متى سوف يظل هذا الصمت وإلى متى سوف تستمر هذه المعاناة المريرة إلى أن تسير الأسعار فكل هذه التساؤلات تدور في أذهاننا ولا نجد لها إجابة وإنما ما نجده هو "ارتفاع رهيب في الأسعار يزداد يوما بعد يوم".


ترى همت إبراهيم (25 سنة) موظفة بأن السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار هو أن شعبنا شعب استهلاكي بالدرجة الأولى وأن استهلاكنا أكبر من دخلنا إلى جانب الاهتمام بالمظاهر
"جنيه بلا قيمة"
تقول إيمان عبد الفتاح (35 سنة) موظفة أن الجنون في الأسعار يتزايد يوما بعد يوم وأسعار السلع الضرورية كالزيت والسكر تتزايد حيث وصل سعر المكرونة إلى 4 جنيهات فالأسعار لا تزيد بمدل 25 أو 50 قرش ولكنها تزيد بالجنيهات كما أضافت بأن راتب زوجها إلى جانب راتبها الذي يتعدي 1000 جنيه أصبح أمام ارتفاع الأسعار لا يكفي لنفقات أسرة مكونة من أربعة أفراد حيث أصبح الجنية بلا قيمة ولا يكفي حتى لمصروف طفل في المدرسة.

"غلاء ومعاناة".

يقول محمد منصور (62 سنة) متقاعد على المعاش
إن المعاش الذي اتقاضاه لا يكفي أسرتي فهو يكفي للطعام والشراب ولا يكفي للمصاريف الأخرى كفواتير الغاز والكهرباء وغيرها وأنه يضطر إلى الاستدانة من أبنائه ويضيف بأنه رغم ارتفاع السلع يصعب الحصول عليها كالخبز حيث يضطر إلى الوقوف بالطابور أيضا لوقت طويل بالرغم من أن سعر الرغيف الخبز 25 قرش وذلك حتى يحصل على رغيف خبز أفضل من رغيف الخبز الذي يباع بـ 5 قروش.

"مساواة في الأسعار"

يقول أحمد علي (38 سنة) محامي إن ارتفاع الأسعار أصبح مرهق لجيوب المواطنين فالفرد لا يستطيع أن ينفق على أسرته دون أن يستدين حتى يستطيع أن يفي باحتياجات منزله كما يضيف بأن المجمعات الاستهلاكية تقلص دورها تماما فبعد أن كانت صمام الأمان لنا أصبحت أسعارها مماثلة للأسعار الأخرى.
"رضينا بالهم والهم ..............."
تقول ثريا محمد (41 سنة) مدرسة أن دخلي الشهري لا يكفيني بالإضافة إلى دخل زوجي فلا استطيع التغلب على ارتفاع أسعار السلع وأضافت بأنها في ظل ارتفاع أسعار اللحوم لجأت إلى الدواجن ولكن أسعار الدواجن لم تسلم هي الأخرى من نار الاسعار رغم وجود أنفلوانزا الطيور وفي نهاية حديثها عبرت عن مدى قلقها من المستقبل وطرحت تساؤلا وهو "ماذا سوف يحل بنا وبأولادنا فيما بعد...؟

"غول الغلاء"
يقول إبراهيم يونس (54 سنة) موظف إن الغلاء أصبح كالغول يهددنا ويهدد بيوتنا ويش=ضف بأنه لديه 3 فتيات في سن الزواج وأنه ادخر مبلغ من المال لتجهيز كل واحدة منهم ولكنه فوجئ عند تجهيزه لواحدة بأن المبلغ الذي ادخره لها لا يكفيها ولكنها تحتاج إلى 3 أضعافه ويواصل بأنه اضطر إلى العمل بوظيفة إضافية حتى يستطيع أن يجهز بناته.
"خسائر"
يقول رامي سويلم (بائع فاكهة) أن ارتفاع الأسعار يؤثر عله سلبيا مثلما يؤثر على المستهلك أيضا كما أن معدل الشراء انخفض كثيرا وخاصة في الفاكهة المرتفعة الثمن والتي تتراوح أسعارها ما بين 5-10 جنيهات كالتفاح والمانجو حيث يقل الإقبال عليها وحتى وأن وجد من يشتريها لا يتعدي الكيلوجرام.كما يقول بخيت صبحي (بائع خضروات) أن ارتفاع الأسعار يضرنا أكثر مما يضر المستهلك وبخاصة بائعي التجزئة وأوضح أنه يقوم بشراء الخضروات بأسعار مرتفعة من أسواق تجار الجملة وهم يقوموا برفع الأسعار ويبرروا ذلك بأن المزارعين هم الذين يغالوا في الأسعار نتيجة لأرتفاع أسعار الأسمدة والتقاوي كما يضيف بأنه يعاني من خسارة أخرى وهي الخضروات التالفة والتي إن وجدت لا تقل عن 3/1 الكمية إلى جانب قلة ربحه اليومي لإنخفاض معدل الشراء.
".أسعار وفقا للمكان"
يقول محمد على (بائع خضروات) أن ارتفاع اسعار الخضر يختلف من مكان لآخر فأسعار الخضر في المناطق الشعبية تقل بكثير عن المناطق الراقية وذلك بسبب اختلاف الطبقات كما أضاف بأن التجار في المناطق الشعبية لا يشتروا الخضر من الفرز الأول من أسواق الجملة مثل سوق العبور ولكن التاجر يضع في اعتباره نوعية المستهلك بالمناطق التي سيبيع بها وذلك على عكس ما يحدث في المناطق الراقية مع بعض التجار.
"أدوار رقابية".
إن الغرفة التجارية تعد بمثابة الوسيط بين الشعب والجهات الرقابية في الدولة وذلك من خلال قيام الغرفة التجارية بانتخاب عضو لكل شعبة من التجار حتى يستطيع أن يكون همزة الوصل بين التجار والغرفة التجارية ليعبر عن مطالبهم.وفي هذا النطاق يقوم صلاح عبد العزيز رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية بأن الدور الذي يقوم به هو دور إرشادي وتوجيهي في ظل الظروف الراهنة حول ارتفاع الأسعار حيث نادينا بأن تكون السلع التي تتزايد فيها الأسعار بزيادة غير مبررة أن تقوم الحكومة باستيرادها من بلد أخرى وأن يكون استيراد السلع بتعاقد الحكومات مع بعضها البعض وذلك لأن الحكومة لا يهمها الربح أكثر من عمل توازن في السوق وذلك على عكس القطاع الخاص كما يرى أن هذا سوف يكون طريقة أفضل لحل مشكلة ارتفاع الاسعار كما أضاف بأن عملية تحديد أسعار السلع لا دخل للحكومة بها إنما يؤكد بأن تحديد الأسعار الآن متروك للسوق من حيث العرض والطب ويوضح بأن المشكلة تكمن من حيث نقص المعروض وزيادة الطلب.كما تؤكد المهندسة عنان هلال نائب رئيس جهاز حماية المستهلك بإن الجهاز ليس له أي صلة بتحديد أسعار السلع سواء أسعار السلع أو خدمات ولكن يتمثل دور الجهاز في الدور الإرشادي والتوجيهي وذلك من خلال توجيه المستهلك نحو البدائل الأخرى المتاحة في الأسواق وحمايته من جشع التجار إلى جانب ترشيد الاستهلاك.كما اضافت بأن الجهاز يواجه بعض العقبات التي تعوق من دوره في حماية المستهلك كضعف الوعي لدي بعض فئات المجتمع إلى جانب الإعلانات المضللة لذا طالبت بأن يكون هناك وعي دائم المستهلك .
"رساله"
انتهي عصر الغذاء الرخيص" هذا هو العنوان الذي يستشهد به الخبير الاقتصادي شريف دولار على وضع السوق العالمي والارتفاعات المطردة في أسعار السلع الأساسية ويوضح دولار أن أي سياسات اقتصادية جديدة للنمو يجب أن يصاحبها تضخم ولذلك يجب وضع استراتيجية حكومية لدعم محدودي الدخل ويطالب بعدة ضوابط لحماية المستهلك المصري على المدي البعيد والقريب
تحقيق: مروه رشوان

0 تفاعل معنا: