السبت، 14 يونيو 2008

عزيزتي لغة الضاد .. وداعا

في زمان حل فيه المستورد على المنتج الوطني وصرنا مبهورين بما يأتي من الخارج حتى لو كان بلا قيمة وضاعت فيه الأصالة ولم يعد هناك شيئاً من تراثنا الغالي نتمسك به .... فضاعت هويتنا وضاعت ثقافتنا وضاعت لغتنا الجميلة من ألسنتنا . اللغة التي كانت قديماًً مجالاً للمنافسة في الفصاحة بين الشعراء التي قالت عن نفسها بلسان حافظ إبراهيم :
أنا البحر في أحشائــــه الدر كامن
فهل ســـــألوا الغواص عن صدفاتي
وأنا لم أسأل عن صدفاتك يا لغتنا ولكن سألت عن أسباب ضياعك في زماننا فقالوا

أشار الدكتور / محمد موسى جبارة دكتوراه في اللغة العربية جامعة الأزهر بأن حالنا مع اللغة العربية حال يدعو إلى الأسى لأننا بإهمالنا لغتنا نهمل في الحقيقة أنفسنا وحضارتنا ومجدنا وتراثنا ..... إننا نعمل على ذوبان أنفسنا في غيرنا الذي يسعى جاهداً لتحقيق ذلك . ومن المشاكل التي تواجه اللغة في عصرنا مزاحمة العامية للغة الفصحى في كثير من الميادين التي ينبغي أن تكون للفصحى دون غيرها فنجد العامية داخل الفصول والقاعات والمحاضرات العامة والندوات والخطب وحتى مناقشة الرسائل العلمية وفي وسائل الإعلام المختلفة ولا تستخدم الفصحى إلا في نشرات الأخبار والخطب السياسية التي يلقيها القادة والزعماء في المناسبات المختلفة أيضاً الإعلانات التجارية تختلط فيها العامية بالفصحى اختلاطاً مشيناً .
مناهج التعليم الخاطئة وانحسار القراءة
وقال الدكتور / طارق شلبي أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عين شمسي أن اللغة العربية مصونة بالقرآن الكريم فلا خوف على اللغة ولكن المشكلة تكمن في أن درجة إتقان المتحدثين بها قلت في الآونة الأخيرة لانحصار القراءة ومزاحمة بعض الفنون الإعلامية والغنائية والدرامية للقراءة أيضاً مناهج التعليم ادت إلى نفور الطلاب من اللغة العربية لأنها قدمت قواعد اللغة على أنها هدف ينبغي الاهتمام به لذاته لا كوسيلة للتحدث السليم باللغة .
حرص الوظائف على إتقان اللغات الأجنبية دون العربية
أضاف الأستاذ / أحمد عبد الحميد أستاذ اللغة العربية بمدرسة السلام الثانوية بنات بأن الجيل بالكامل لا يهتم بإتقان اللغة العربية وذلك لأن الطالب يدرس اللغة العربية خلال مراحل تعليمه وبعد الانتهاء من التعليم حين يتوجه للعمل يجد الوظائف تطلب منه بأن يكون متقن للغات الأجنبية ولا يهتم بإتقانه للغة العربية .
عدم معرفة العرب بقيمة اللغة العربية
وترى الأمريكية / جانسا كروان التي تدرس اللغة العربية بالأكاديمية العربية بجاردن سيتي بان سبب المشكلة هو عدم إدراك العرب قيمة اللغة العربية ومدى علو قدرها فالعربية بحق هي أغلى لغة في العالم وتؤكد بأن هناك كثير من الأجانب يبذلون مجهودات كبيرة ويتحملون مصاعب شاقة لكي يتعلموا اللغة العربية .
تضيف الطالبة / سالي أكمل طالبة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة بان سبب ضياع اللغة في جيلنا هو عدم تشجيع الجيل على دراستها فنجد الكليات التي تدرس اللغة العربية تستوعب الطلبة الحاصلين على مجموع صغير في الثانوية العامة بينما الكليات التي تدرس اللغات الأجنبية تشترط مجموع كبير فبالتالي يكون لها بريق ومكانة مقارنة بالأخرى كذلك المدارس الأجنبية لها مركز مرموق عن المدارس العربية .
هذه بعض الأشكال السلبية التي تعتبر نكبة على اللغة العربية وعلى وجودنا كعرب بشكل عام ولكن يرى المختصين بان طرق التصدي لهذه المشكلة ينبغي أن تبدأ من مرحلة الطفولة فنخفف من التعليم الأجنبي والمدارس الأجنبية . لا بأس أن يتعلم الطفل من اللغات ولكن ينبغي أن تكون اللغة الأولى هي اللغة العربية . تكون لغة التفكير والتعبير عن المشاعر . أيضاً مناهج التعليم يجب أن تكون أكثر جاذبية وأكثر مخاطبة لعقول الدارسين وينبغي أن تكشف عن المنطق الدقيق الذي تسير عليه قواعد اللغة العربية .
فيما يتعلق بالنحو والصرف والبلاغة ونقدم للطلبة نصوص جيدة تكشف عن جمال هذه اللغة وقدرتها على الإقناع والإمتاع معاً .
وينبغي أن يعد معلم اللغة العربية إعدادً جيداً علمياً ونفسياً بحيث لا يتولى أمر التدريس للطلاب معلمون كارهون جاهلون للغة وينقلون هذه الكراهية للطلاب الدارسين .


تحقيق : فاطمة عبد الوهاب

0 تفاعل معنا: