السبت، 14 يونيو 2008

ضحايا الاغتصاب في مصر إلى..الجحيم


عندما تثار قضية الاغتصاب في وسائل الأعلام كثيراً ما يكون الهدف إعداد - حلقة ساخنة- أو الحصول على توزيع أعلي للجريدة، من خلال الإلقاء بأحصائيات مضلله إمام المتلقي بأرقام ضخمة فقط لجذب انتباهه غالباً لا يتطرق أحد لشئ أبعد من أسباب تفاقم الظاهرة وتفاصيل الحوادث.
لم يلقي أحد بالاً لمن وقعت لهم المصيبة بالفعل لم يفكر أحد في مساعدتهم بل في أغلب الأحيان ُتستغل مصيبتهم لاحداث ضجه إعلامية فقط... ولا شئ بعد ذلك، هذا ليس كلام لملئ السطور ولكن بالرجوع لأرشيف أكبر الصحف القومية في مصر ولتاريخ ليس بعيد علي سبيل المثال2008\1\25 تجد عناوين مثل"20أ لف حالة اغتصاب وتحرش سنوياً،حالة اغتصاب و تحرش كل 30ثانية " محرر الموضوع نسب هذه الإحصائية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وفي واقع الأمر تبين أن نصيب هذه الإحصائية من الحقيقة صفر.
لأن بسؤال رئيسة المركز أ.د/ نجوي خليل عن الدرسات التي أجراها المركز عن الأغتصاب تحديداً ، تبين أن المركز يجري دراسات قبلية يحدد من خلالها الموضوعات التي سيتناولها بالبحث ولم يكن الاغتصاب منها.

نحن هنا لسنا بصدد أثبات صحة أحصاء أو خطأه وأنما يعنينا رصد أسلوب تناول الأعلام لقضية شائكة ضحاياها يستحقون الشفقة و المساعدة ويمثل تعامل الاعلام معهم علي أنهم مادة مثيرة و حسب فصل أخر من هوانهم ومعانتهم.
نظرة المجتمع
أ د / بثينة الديب الخبير بالمركز الديموجرافي بالقاهرة في دراسة لها عن العنف ضد المرأه ، تقول اصبح الاغتصاب يشكل ظاهرة في المجتمع المصري.
ولكن الاهم أن وطأة العنف الجسدي الواقع علي الفتاه من جراء الاغتصاب تقترن في أغلب الأحيان بعنف نفسي موجه من المجتمع ضدها بأتهامها بأنها هي المسئوله عن الاغتصاب و انها هي التي أستفزت غرائز الرجل.فعلي الرغم من أن 87% من ذكور العينة أقرو أن الاغتصاب من أشكال العنف الغير مقبول ضد المرأه إلا أن 39.2% منهم أقرنوا أغتصاب المرأه بعدم ملائمة ملابسها و49,8 أقرنو الاغتصاب بسلوك مشجع منها وكذلك العنف النفسي الًمتمثل فى تحول هذاالاعتقاد السلبي الخاطئ إلي ركن أساسي في القانون العرفي-بمعنى الاعتقاد السائد- وإلي أمر واقع يصعب تغيره .
وهو ما تؤكده بيانات الدراسة حين أقرت48,4% من نساء العينة أن تعرض المرأه للأغتصاب يرجع إلي سلوكها ،و36,6% أرجعوا السبب لملابسها الخارجة ، فى حين ذكرت 20,24% فقط أن تدهور أخلاق الشباب هو السبب.
المادة "17 عقوبات "
ينص قانون العقوبات علي معاقبة الجاني في جرائم الاغتصاب بعقوبة تبدأ من السجن لمدة 15عام ووصولا ًالي الاعدام .المادة17من قانون العقوبات تمنح القاضي سلطة استعمال الرأفة في حق الجناه في جرائم الاغتصاب,وفقا لرؤيته لملابسات القضية ,وعليه يستطيع القاضي النزول بالعقوبة درجتين عن العقوبة الاصلية .
و يذكر د/شكرى الدقاق أستاذ القانون الجنائي ورئيس محكمة الجنيات ,في دراسته حول ضرورة تقيد سلطة القاضي في استعمال الرأفة في قضايا الاغتصاب ,الدعوة رقم16314لسنة 2004,خطف واغتصاب ادي الي الموت,الغقوبة المقررة في هذة الواقعة الاعدام ولكن القاضي استعمل الرأفة في حدود المادة 17 عقوبات وحكم علي الجاني ب 3 سنوات فقط ,ويؤكد د/شكري ان استخدام الرأفة بهذا الشكل لا يحقق الردع العام ويساعد علي يفاقم الظاهرة .

الرعاية النفسية
د\ أحمد أبو العزايم أستشارى الطب النفسى : أشار الى شكل أخر من أشكال الظلم الواقع على ضحايا الاغتصاب فى مصر،حين أكد أنه لا توجد مراكز حكوميه تقدم خدمة نفسيه لهذه الفئه ، وأن المراكز الأهليه الموجوده غير مؤهله لتقديم هذه الخدمة على سبيل المثال الفتاه فى هذه الأحوال تحتاج لأقامة فى بداية العلاج لتظل تحت أشراف طبى متواصل والجمعيات الأهليه غير مزوده بمبانى تمكنها من أستضافة الفتاه لتلقى العلاج كما أن هذه الجمعيات متمركزه فى القاهره ومن غير المعقول أن تأتى أليها حاله من أسوان مثلاً لذا لابد من توافر مراكز لرعاية المغتصبات تحديداً فى كل المحافظات من خلال خطه قوميه

الجمعيات الأهليه
أكدت أ\مرفت العمارى منسق برنامج الا ستماع بمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى أستعداد المركز لتقديم رعايه نفسية لضحايا الاغتصاب لكنها نفت أن يكون المركز تلقى شكوى من هذا النوع.
واتفقت معها أ\ رانيا حامد أخصائيه نفسيه بمركز قضايا المرأه المصريه وأضافت قائله أن فكرة أقامة مراكز لتقديم رعايه نفسيه للمغتصبات تحديداً أمر مهم وواجب، لكن هذه الفكره لم تجد سبيلها للواقع بعمصر .
رغم حماسة هاتان السيدتان الا أن واقع المراكز التى يعملن بها يتنافى مع قدرتها أو صلاحيتها لتقديم هذه الخدمه فكلى المركزين يفتقد المظهر الائق الباعث على الامل الذى يفُترض أن يتحلى به مكان يزعم أنه قادر على تقديم دعم نفسى لفتاه مُغتصبه لم تعد ترى من الدنيا سوى جانبها المظلم تحتاج لمُختلف بواعث الأمل و التفائل و هى أشياء لا يمكن أن تجدها فى حوائط مركز النديم الباهته المتسخه ولا فى فوضى الاوراق المتبعثره فى أرجاء المكان ولا فى الوجوه العجائز التى تستقبلها ، و ستشعر بأمتهان شديد أذا سارت فى الطريق المؤدى لمركز قضايا المرأه المصريه ليستقبلها الطريق فى بدايته بترعه غير نظيفه ثم شوارع مليئه بالقمامه و بأنماط من البشر لا يختلفون كثيراً عن من أعتدوا عليها .
وزارة الصحة
د\ ناصر لوزا أمين عام الصحه النفسيه بوزارة الصحه،، صرح بعد سؤاله عن نوع الرعايه اللازمه للمُغتصبات " قائلاً نحن لا نعالج المريض على أساس نوع الضغط الذى وقع عليه و لكن على أساس الضرر الذى لاحق به نتيجه تعرضه لهذا الضغط على سبيل المثال قد تصاب فتاه بعد هذا الحادث بأكتئاب و قد تصاب اخرى بهوس او وسواس قهرى هذا ما يعنينى نوع المرض الذى تعانى منه بصرف النظر عن سبب الأصابه"
وعن الاقتراح بأنشاء مراكز متخصصه تقدم رعايه لهذه الفئه تحديداً فى كل المحافظات، قال، بالفعل توجد عيادات نفسيه فى المستشفيات العامه الحكوميه و التى بدورها منتشره فى مختلف انحاء الجمهوريه. و رأى سيادته أن هذه العيادات مؤهله لتقديم رعايه نفسيه لضحايا الاغتصاب !
تحقيق: شيماء يحيي

0 تفاعل معنا: